مازلتُ أنتظر الرنين ؟!
على إيقاعاتٍ فيروزية لطالما تراقصت أرقام هاتفك فوق أمواج السكون لتنبيء بقدوم صوتك من خلف فضاءات الكون ...
أبحرتُ كثيراً مع كلماتك في زوارق الشوق والحنين كلما أيقظني هاتفك وأنا على وسادات الحُلم , وداخل أسوار الحزن ..
رنين كان يقتحم سلامي وهدوئي ليُشعل ثورة في أرجاء فكري وداخل مساحة قلبي وجسدي , يحملني إلى كل نقاط الأرض الجميلة والغاضبة والثائرة والمحروقة والآمنة عبر رحلات الاستماع إليك وأنت تسرد الحكايات وتترنم بالقصص والأخبار , وتهمس بالأشعار ...
على صهوات صوتك الذي انساب كشلالات حياة تحطمت جدران الصمت وأورقت أزهار الربيع , وأصبحت المسافات تدنو وتقترب , وأكوام الثلج تذوب وتندثر ..
لم أدرك يوماً أنّ هذا الرنين الذي ولد ذات يوم وذات ساعة وحَبا بيننا ومشى وكبر أعواماً وأعوام سيحتضر في غفلةٍ من الزمن وينتهي كما كل الأشياء الحبيبة والأرواح الغالية ...
لم أعي وأنا أُمسك بهاتفي في ذلك اليوم أنّ رقماً سوف يموت من بين تلك الأرقام الكثيرة التي تحيا في مفكرته , وأن رنيناً عزيزاً سوف يتوقف عن العزف وإضاءة الفرح في ليل وجودي , وأنني سأبقى على موعد مع وهم وخيال لسنوات وسنوات في انتظار رنين هاتفك الذي انتقل من الأرض للسماء .