الليل والمطر
أشعر دائماً أنّ حياتي مثل الليل والمطر
مظلمة بأحزانها المتعددة
ساكنة بهذا الجمود الذي يلفها في كثير من الأحيان
غامضة بما تحتويه من تناقضات كثيرة وغريبة تكاد لاتظهر وسط ضباب الليل الذي يلازم أيامي طوال السّنة , ناشراً على لحظات وجودي الخوف والوحدة والضجر ...
حتى تلك الأضواء الخافتة المتسللة من بعض النجمات لم يعد لنورها معنى أو أهمية لأنه لايستطيع أن يمنحني الدفء والأمان والفرح !!
ولكن كما هي انقلابات الفصول فهناك أمطاراً جميلة ناعمة تهطل دون موعد أو سابق إنذار لتحيي في قلبي الحب والأمل , وتجري في أودية عمري أنهاراً من جمالٍ وسعادة ...
تتراقص قطراتها فوق أرض تلك الصحراء الكئيبة لتهبها القوة والحنان والمشاعر الرقيقة فتنبت بين رمالها ورود الحياة وأشجار المستحيل!!
كثيرةً هي زيارات الأوقات التي يتملكني فيها الإحساس باليأس والفزع من كل مايحيط بعالمي , وتصبح كل اللحظات كالنساء المتشحات باللون الأسود , وفي عيونهن الممتلئة بدموع الحزن نظرات خوف وترقب وقلق وهنّ سارحاتٌ بأنظارهن على ذلك الأفق المجهول !! ومع ذلك فإن هذه الصورة القاتمة تزول وتتبدل عندما تقف تلك الغيمات البيضاء الساحرة على نافذة حياتي واعدةً دنياي بأشياء رائعة , وغامرةً بأمطار المحبة الجميلة هذا الكون بالنقاء والحب والخير ...
ومابين الليل والمطر تبقى أنت الفارس النبيل الذي يجعلني دائماً أعانق الأمل وأنا خلف نافذة العمر أنتظر قدوم المطر!!
