اتقنت الانتظار
اتقنتُ الانتظار
والجلوس على مقاعد الأيام
وفتح صناديقَ بريدٍ وهمية
وتلقي رسائل
من كُتّابِ حكايات الحب
وشعراء الكلمات الذهبية
أتجولُ في عالمهم
يرافقني الصمتُ والليل
وموسيقى أحزانٍ أبدية
اتقنت الانتظار
وتقليب صفحات الوداع
والسير فوق طرقات الوقت
أتسابق مع الزمن والفصول
أجمع حبات المطر
وأزرع ورود الربيع
أقطفُ ثمار الصيف
وألملم أوراق الخريف
أحلق كطائرٍ يبحث عن مأوى
عن نسمة عطرٍ تهديه إلى الملقى
عن حفنة تراب تكون له المثوى
عن يد تمسح من عيني دمعة
عن صدرٍ أدفن فيه أوجاعي
وأبكي أوهام العودة!!
اتقنتُ الانتظار
والبحث عن أرضٍ تهبني عمراً وأملا
ونهراً نقياً ٍفيه اطفيء الغضبا
وسماءً فضية أُلامسُ بها الشهبا
أرضاً تمحو من ذاكرتي صور من اغتيل أو صلبا
من بالقيد كبلوه وألقوه بين جدران السجن يحتسي الألما
يكابد صراعاً بين اليأسِ والعتبا
اتقنت الانتظار
وأنا أبحثُ عن قانونٍ يجعلني
أذهب للقمر بدون هوية
وأرسل للنجمات أشعاري بحرية
وأتجول في مدن العالم بكوفيه
وأُمجد أشجار الزيتون بخواطر وطنية
فقد أتعبني البحثُ عن وطنٍ أخفوه وجعلوه قضية!!!
عن شعبٍ فوق ركام الغربةِ يفتشُ عن حلولٍ سحرية!!
اتقنت الانتظار
وأنا أنتظر إعصاراً يزلزل أعمدة الحصار
وثواراً يجتاحون بحار المستحيل وجبال المُحال!!
وبنادقَ للثأر أشرعت لتغرد في ليل الدمار
وأطفالاً يصنعون مجداً لهم من كومة أحجار!!!
وينقشون على جبين التاريخ لنا عنوان!!!
وينشدون للكرامة قصائدَ عزٍ
تنهمر على الكون كلآلئ الأمطار
