سألتني الأوراق عنك !!
سألتني الأوراق عنك فقد أصبحت مساحات الشوق فيها كبيرة وفارغة من مدن الحكايات وأشجار الكلمات ورحيق الورد ..
حتى طرقاتها البيضاء أصبح لديها حنين إلى أن نسير معاً بأقلامنا عليها نضيء مشاعل الأمل على حوافها , ونترك خربشاتٍ سوداء
حتى طرقاتها البيضاء أصبح لديها حنين إلى أن نسير معاً بأقلامنا عليها نضيء مشاعل الأمل على حوافها , ونترك خربشاتٍ سوداء
تنساب من حبر الملل والقهر والغربة على حجارة أرصفتها التي أضناها الصبر لطول انتظارها لحلم أسطوري موعود نقشه الزمن على جباهنا ...
فهناك أوقاتٌ كثيرة أخذل فيها أوراقي عندما تصبح أناملي مقيدة بخيوط الواقع فأعجز أن أخطو فوق صفحاتها بحرّية ,وأحياناً تخذلني الأوراق عندما لاأجد فيها متسعاً لكل تلك الروايات والقصص والأشعار والنبضات والحروف التي تثور في أوردتي فأجدها تتمزق خوفاً من المجهول وترتعش إشفاقاً من الآتي وتتحول إلى كتلة لهبٍ تتطاير شظاياها في فضاءات المكان لشدة فزعها مما رسمه القلم عليها من خواطر مخيفة وماسطره من حقائق مؤلمة ...
وحدك أنت أصبحت صديقاً لتلك الفراشات البيضاء التي أدون على أجنحتها همساتي وأطلقها في هذا الكون كي تحلّق برقة وتصل إلى آفاق الدنيا ...
لقد سألتني اليوم عنك وأنا أبحثُ فيها عن زاوية أضع عليها مرساتي بعد ذلك الإبحار في طوفان الأيام الذي يرغمنا على الغوص فيه كل حين بحثاً عن ذاتنا وحريتنا ووطننا ووجودنا وهويتنا , فوجدت لك فيها مساحات كبيرة فأنت دائماً عنواناً جميلاً لرحيق خواطري التي أسطرها على تلك الأوراق الحريرية وكثيراً مايتبقى لتلك الأحاديث معك بقية , فعبر تلك المساحة من الحنين والشوق التي احتفظت أوراقي بها أقول لك : هناك بين الحقيقة والخيال طيف رقيق يكاد أكثرنا لايراه أو يدركه ولكنه وحده الذي يجعلني أهمس للنسائم والعواصف بهمسات الورد حتى أجعل للحياة مذاقاً ولوناً وعبقاً , وتبقى أنت قطرات المطر التي تتساقط على أصابعي فتحولها إلى زهورٍ ربيعية فاتنة العبير , كم أود أن أحتفظ بتلك القطرات في يدي كي لاتنساب منها كالماء أو كالضوء فتجف حقول الورد فيها , فلقد أصبحت في صحراء عمري تلك القطرات من السراب يحيني وجودها ولو أنها أوهام ....