اشتعال الكلمات
تمنيت هذا المساء أن أسافر بعيداً إلى آخر حدود الكون وأتجول كالطيف في طرقات الحُلم ثم أستريح على أرجوحتي فوق أغصان تلك الشجرة الخيالية التي نبتت في أرض أحلامي على القمر!!
أتسلل إليها هرباً من كوابيس الحياة وأخترق ضباب الحزن كي أحيا عليها في عالمٍ من نور وسلام وحُب؟
فكلما تكاثرت تلك العواصف والزوابع التي تتعارك في فكري وقلبي وروحي منذرة باشتعال نار ٍمن الكلمات أجد عربتي الفضية تأخذني وتعبر بي مسافات الزمان والمكان لأغدو طفلةً من ورد على أرجوحة القمر ..
هناك أختبيء من الحنين والخوف وضربات القدر , وأطير فوق العمر والمنفى وليالي السهر , أُشعل أنواراً من الكلمات لأهديها إليك وللدنيا والبشر , وأبني مدناً من حرية وعطر ونصر لأطفالٍ ولدوا في الحرب ودفنوا تحت رماد الموت داخل أرض الدمار والحصار !!
لوطنٍ أمسى يأنُّ تحت أشواك العذاب وآلام الاحتضار!!
لشعبٍ تقاذفته أمواج الزمان ونبوءات الأقدار!!
أليست تلك النافذة التي أراك فيها من أُرجوحتي السحرية أجمل من جميع نوافذ الأرض حيث تدخل منها نسمات المحبة وأضواء الحياة وأسرار الوجود فتشعل نار الحُبّ في الحروف لتنساب الكلمات كشلالاتٍ من فرح تغمر أوراقي بالحنان والجمال ؟!
أليس لتلك الكلمات التي تشتعل سعادةً بنار المحبة المقدسة لوناً وطعماً وعبقاً يختلف عن باقي الكلمات ؟!
فليتني أبقى نوراً مسافراً إلى بحار الفضا
وروحاً تهبُّ الشذا والندى
وكلماتٍ من حب أشعلها عطر وردٍ
على مرافيء القمر !!!
