أنت الوطن

أنت الوطن

 

عندما تصحو وأنت تتهجى حروف الوطن

وقبل أن تغفو تدعو للوطن

وفي صلاتك تبتهل من أجل الوطن

وتكبر سنة بعد سنة وفي داخلك ينمو الوطن

وتفرح وفي قلبك ترقص حروف الوطن

وتبكي ومن شرايينك تنزف الدموع للوطن

وتحلم وكل أحلامك عن الوطن

وتهاجر وتًنفى وفي حقيبتك عبق الوطن

وتؤسر في سجون عدوك وفي روحك عشقٌ للوطن

وتقف على محطات انتظار العودة وأنت تلتف بكوفية الوطن

وتدافع وتهاجم من أجل حرية الوطن

وتثور وتناضل من أجل سلام الوطن

وتسقط شهيداً فداءً لتراب الوطن

وترحل إلى السماء وأنت تحلق بروحك في فضاء الوطن

فاعلم أنك أصبحتَ عظيماً كبيراً كعظمة وكبر الوطن  

همسة

 

 

 

همسة

 

 

على سرير الكلمات أستلقي من تعب الأيام والأحزان , ففي هذا الزمان وأعتقد في كل الأزمان لايوجد حنان وأمان وسلام إلا على وسادة الحروف

اعترافات هامسة

اعترافات هامسة .....

أحياناً نصل إلى مرحلة من الضجر والضيق نتيجة تراكمات من الحزن والصعوبات والأحداث اليومية تجعلنا ننفجر غضباً في وجه كل شيء وأي شيء دون أن نحسب أي حساب لما قد نصاب به من جراء ذاك الغضب المنفجر ؟!

أعترف أنني من هؤلاء الذين يكظمون الغيظ , ومن الذين يسعون أبداً إلى الاحتفاظ بهمومهم وأحزانهم وأحلامهم وحتى أمنياتهم داخل شرايين أرواحهم ...

لكن ونتيجة تلك التراكمات المكدسة منذ أعوام وأيام وساعات ولحظات يحصل مايشبه البركان في داخلي يشقيني ويعذبني ويؤلمني لدرجة لم يعد في مقدوري تحملها فتحصل كارثة الثورة المتفجرة في وجه كل من حولي من أشخاص وأشياء , وقد تطال شظايا غضبي أناس أحبهم وأشياء أعشقها لاذنب لهم ولاذنب لها !!!

وبعد هدوء الثورة وزوال سحب الغضب أكتشف كم من الخسائر تكبدت  !

وكم من الأحباب أحزنت !

وكم من الحطام والدمار والفوضى جعلت حولي !

حاولت أن أغير من تلك الطبيعة التي تتملكني وتؤذيني فلم أنجح ؟!

حتى الكتابة التي أبثُ من خلالها ماأشعر به لم تُفلح في ذلك !!

يبدو أنني لازلتُ أخشى أن أضع كل مافي صدري على الأوراق لأخفف عن قلبي وصدري ثقل الحياة بكل لحظاتها وأفراحها وأحزانها وتقلباتها وصعوباتها .....

أعترف بأنني مجموعة من المشاعر تلفها من كل جانب سدود من الخوف والجبن والحذر والخجل لاتسمح بانعتاق أي شعور إلا بعد مد وجزر ودراسة وتأجيل ومحو وشطب !!!!!

أعترف اليوم بما جعلني أتألم وأُؤلم وأخسر وأجرح وأبتعد وأُعاني فقد يكون الاعتراف طريقاً لمواجهة السدود العالية ! وطريقاً لحياة مختلفة بلا قيود حازمة حبالها قاسية دامية !!!!

وقد أفتح نافذة جديدة على اعترافات هامسة تزيل عن حياتي عبء الآلام والغضب والوحدة .

 

ساعدني

ساعدني  ...

 

أريدك أن تساعدني في ترتيب كلماتي المبعثرة ومشاعري الفوضوية وأوراقي

التي تاهت من هبوب عواصف الزمان ...

فقواي أصبحت متناثرة

وذكرياتي ممزقة

وعواطفي متجمدة

لم أعد أستطيع أن أرتب حياتي كما يجب أن تكون ..

ولم أعد أتمكن من لملمة تلك المشاعر المبعثرة على شواطيء أيامي كأوراق الخريف المتساقطة بذبول وانكسار ...

ساعدني فأنا في هذه الأيام لست أنا

لم أعد أعرف ذاتي

لم أعد أرسم نجوماً على أوراق الأحلام

ولم أعد أقوى على الصعود إلى أرجوحتي السحرية التي وضعتها فوق القمر

لأرى الدنيا كما لا يراها من يعيشون على الأرض !

ساعدني لأستعيد حياتي الجميلة التي حولتها أمطار الأحزان ومرافيء الرحيل

إلى حياة بلا معالم وبلا ملامح ....

لقد تحول كل شيء حولي إلى مدن أشباح , محطم , بارد , مظلم لاروح فيه

ولانسمات من عطر حب أوشوق  ...

أريدك أن تعيد ترتيب تلك الحياة  لعلي أستطيع معك أن أستعيد طعم الأشياء

بعبيرها وشذاها وبريقها ....

أعلم أنني أطلب منك المعجزات

وأطلب منك السفر إلى بلاد المستحيلات

وكتابة الطلاسم لفك الأُحجيات

لكنك الوحيد القادر على انتشالي من بين أمواج الصعوبات

فهل أنتظر قاربك

أم أنتظر على صخور اليأس لعل هناك أمل أجده في جوف إحدى الصدفات

الملقاة فوق حجارتها القاسية !!!!

 

هذيان

هذيان

 

عندما تبتسم أوراقي , ويشاهد الآخرون تساقط أمطار الفرح فوق

 

 كلماتي ,

فليعلموا أنه هذيان الألم وسراب الانتظار على رصيف زمن

 

 حولوا كل مافيه إلى خداع ونفاق ووهم , حتى أجمل فصوله

 

 تحول بأقلامهم وبنفوسهم الشريرة إلى فصل يملؤه الموت

 

 والخوف والتشريد !!!!!!!!!

همسة للأيام

 

همسة للأيام

 

أقسى مافي غربتي أنني من كثرة ضباب الهموم والأحزان أنسى

كم من الأشياء الجميلة والعزيزة أحتفظ بها في ذاكرة الروح

والقلب .....

لاأريد

 

لاأريد

 

لاأريد أن أكتب شيئاً يجعلني أختار حروفاً تذكرني بك

لاأريد أن أرى صوراً تجعلني أرى ملامحك فيها

لاأريد أن أسير على طرقات تجعلني أشاهد طيفك ينتظرني في زواياها وعند جدران أزقتها

لاأريد ذكراك

لاأريد كلماتك

لاأريد همساتك

لاأريد أن تعود خطوات الرحيل لتدق أجراس حياتي

ولاأريد لأمطار الأيام أن تنوح من جديد وهي تتساقط ألماً وفزعاً من المجهول 

لاأريد سوى شاطيء أمان على رماله أحيا من جديد

عيد

عـــــيد

 

إنه العيد الأول الذي أفرح له كفرح الصغار

وأنتظره كانتظار المشتاق

وأتلهف له كتلهف الحبيب

وترقب الأسير لموعد حريته

لم أعرف عيداً هللت لاستقباله كهذا العيد

وشعرتُ بأهميته وبجمال حضوره كما أشعر هذه الأيام

يبدو أن كثرة الأحاديث السوداء التي أسمعها

والوجوه المقنعة التي أرأها

وأنهار النفاق التي أشاهد تدفقها كل حين

وأكداس النميمة التي أتعثر فيها يومياً , جعلتني أتلهف لإجازة أتحرر فيها من كل ما

 لاأريده أن يلوثني في هذا الزمان الغريب!!!!!

فكان العيد ليحمل لي تحقيق تلك الأمنية العزيزة

ويزيل عن صدري غمامات الهموم

فللمرة الأولى أرحب بقدوم العيد

وللمرة الأولى أقول له أهلاً بالعيد

عيد النقاء من سموم كل ماابتدعته أيدي الإنسان الشريرة من آثام وأحقاد وتلويث للقيم

والأصالة والأخلاق ....

عيد أنتظره ليبتعد بي عن كل ما يحول صفائي إلى كدر وإزعاج وأحزان ..

وكل عام والناس أكثر وداً وهداية ومحبة وأخلاقاً

 

همسة

 

همـــــسة

 

أصبح قلبي بلا نبض , وتوقف عن رنين دقاته
لم يعد لهما معنى !!!
فقد تعبا من اللهاث كلما غبت أو أتيت
وأرهقتهما ساعات وأيام وسنوات انتظارك
أصبحا مثقلين بك ؟؟؟...
وحانت لحظة خروجك مني ليتوقفا عن ذاك الأنين المؤلم
ويوصدا الأبواب عن ذاك الحنين الحزين
صدقني أشعر بدون وجودك براحة أكثر
وعفوية أكثر
وبراءة أكثر
وبصحة أكثر
وبسلام أكثر
وبفرح أكثر
وإيمان أكثر
لقد عاقبتني الحياةُ بك
واليوم باركتني السماء بالابتعاد عنك

غريبة الأيام

غريبة الأيام

 

 

 

أضعت الكثير

وأنا أتجول بين عقارب الزمن , وأصعد جبال الحياة

وانحدر على صخور الحزن ....

لم تبقَ زاوية من زوايا الألم إلا وتذوقتُ مرارتها

ورصيفٌ من أرصفة الخوف إلا ومشيتُ على حجارته ....

أضعتُ الكثير وأنا أتلوى على شواطيء غربتي  , أنتظر سفينة نجاة !!!

نجمةً تضيء مساءتي التي محت معالم سكونها دموع الوحدة

شمساً تدفيء صقيع قلب جمدته برودة الأيام القاسية

يداً تمتدُ من خلف أقداري المتشحة بلونها الأسود الكئيب لتشعل شمعة أمل على دروب سنواتي المثقلة بالهموم ...

أضعتُ الكثير

ملامحك

كلماتك

أوراق مناجتك وهمسك وشوقك وعتابك

أصبحتُ كما بدأت وكما أنا اليوم وكما سأكون

غريبة الأيام