خواطر تبحث عن يقين
أفكر كثيراً لماذا من بين تلك النوافذ المتراصة عند الأفق لم أرى سوى نافذتك أطالعها في اليوم مئات المرات وأراقب تراقص النور المنعكس على زجاجها بإمعان وتفكير وأبحث كل صباح عن قطرات الندى وأسراب العصافير التي تطوف حول إطاراتها تاركةً صدىً لغنائها وعطراً من نداها ..
..........
لطالما بحثت عن سرِّ تجوالي ومروري في مدن لم تترك صورها أثراً في ذاكرتي يجعلني أفكر بالرحيل اليومي إليها سوى مدينتك التي أسافر إليها عبر نسمات الحياة ودروب الزمن وعواصف الحنين ...
وحدها مدينتك المحاصرة بالضباب وجدران المستحيل وبنادق الغضب يستهويني الوقوف عند بواباتها الغامضة كي أبحث عنك وأناجيك من وراء قضبانها الشائكة ...
..........
لم أعد أستوعب سبب تلك المحاولات الفاشلة التي أقوم بها في رسم خطوط التقاء بين طريقي وطريقك المتوازيين مع يقيني أنني سأهزم في صنع معجزة لن تكون ومع ذلك لازلت أسير بالقرب منك !!
..........
لماذا أقف عند منعطف الحذر بين طريق الحب وطريق الأحلام ؟ سؤال دائم يرافقني كغيمة ورد في همسات فرحي وزوايا تأملاتي ويتسلل داخل أسوار حزني ليمطر رحيقاً من كبرياء يجعلني أمسك بخيوط التحدي والبقاء بكل قوة ....