حصاد الربيع العربي
من مآسي ربيع العرب الذي جاءهم عنوة ورغماً عن أنوفهم , وأمروا أن
يستقبلوه بالترحاب والاحتفالات والمهرجانات ونصب خيام السيرك ليكونوا كالبهلونات ,
والمهرجين بلا عقل أو ضمير أو إنسانية , ولادة مصطلحات مشوهة مخيفة جاءت نتيجة
الحروب والقتال والعنف الذي لم تشهده البشرية ولم يكن يخطر على بال .....
أصبح حديث الشارع العربي المتداول يومياً لايخلوا من الكلمات العنيفة
حتى في أبسط أمور الحياة ..
فالحب لم يعد له وجود لأنه اغتيل بسبب الحرب , والأمان تشوه وسادت
الفوضى بسبب الربيع القادم , والحصار هو سيد الموقف على كافة الصعد الاقتصادية
والاجتماعية والمعيشية , والخوف والهلع أصبحا يتجولان بحرية في كل ركن وزقاق من
بلادنا العربية المنكوبة , والفرار والهرب واللجوء باتت مفردات تعج بها الكتب
والصحف ونشرات الأخبار , والقصف والقتل والدمار والهلاك والتخريب أمست من الكلمات
التي نصحو عليها وتشعل فينا نار الاكتئاب والأسى بعد أن كنا نترنم كل صباح على
الأنغام الفيروزية !!!!!
آلاف الأيتام والأرامل والأمهات الثكالى والمصابين والمفقودين والأسرى
والمعذبين أصبحوا أرقاماً مخيفة في سجلات الهيئات العالمية ..
فقدنا دفء الحياة والشعور بها , أصبحنا حجارة بلا روح واختفت من
عالمنا الإنسانية منا من أنهكته الحياة فانزوى متحسراً لاحول له ولاقوة ومنا تحول إلى
غيمات حزن تذرف أمطار البكاء على مافقد من أعزاء وأمان ومنا من أصيب بضميره
وبشريته فتحول إلى قاتل مأجور ومنا من أعياه ماارتكبه مخترعي ومصدري الربيع العربي
فأحس بقيمة الوطن وأهمية المحافظة عليه ولكن الجميع لم يعودوا كما كانوا هناك
أشياء كثيرة تغيرت بعضها محي من الوجود وبعضها ينبت , فهل ننتظر كيف سيكون عليه
ذلك النبات أم أنّ حدسنا سيخبرنا به قبل فوات الأوان ؟؟
أم أننا سنستسلم للأقدار وننتظربعد الربيع فصل الحصاد لنرى هل هو نعمة
أم نقمة ؟