الحتف المحتوم
كم أشتهي مغادرة هذا العالم المخيف المفزع الذي رمى بكل قيم الإنسانية
إلى محرقة العار البشرية وقذف بنا كقرابين تذبحنا الأيام المتشحة بالسواد والوحشية
بلا رحمة أو ندم ...
لم نعد سوى طرائد يتسابق من يحملون السلاح على اصطيادهم بدمٍ بارد !!
أصبحنا في نظر من يملكون القرار والمال قطعان ماشية ليس لها سوى الموت
والذبح والبيع لتعمر خزائن الأسياد بما ربحوه من ثمن دمائنا ومدننا المحطمة
وأوطاننا المسلوبة ...
تحولنا إلى عبيد لهمج هذا الزمان الذين يلبسون وجوه بشر ويتصرفون تصرف
الوحوش القاتلة ؟!!
ماذا تَبقّي وكل مايحيط بنا دمار وموت وفزع وهلع , مسحوا الماضي
وأهانوا الحاضر وأحرقوا كل الطرق إلى المستقبل ؟!
حتى براءة الطفولة ذبحوها وهجّروها وأغرقوها ورقصوا على جثث أطفال
لاذنب لهم سوى أنهم لا بد أن يدفعوا ثمن تخاذل من سبقوهم وضريبة من استكانوا للضعف
والذل وتناسوا كم المتربصين بهم !!
فأيها المغادرون مدن الحطام لمدن الشقاء والموت والراحلين من نار
الفناء إلى أمواج النهايات المؤلمة ليتكم تعلمون أنكم مشروع خطير لهؤلاء الأسياد
فلا مهرب لكم للحياة فلعنة الموت نثروها عليكم في حلكم وترحالكم سواء بقيتم أم
رحلتم فلا سبيل لكم للفرار , فلماذا تجتازون طُرق الشقاء بأرجلكم نحو حتفكم
المحتوم ؟!!!!