حكاية صامتة
أغلقنا الكلام بيننا واخترنا أن يكون الصمت سيد حواراتنا !!!
أحببت لغتك الجديدة وبتُ أنتظر أحاديثك الصامتة الغامضة , وأُحضر معي
قواميس ومعاجم لأترجم معانيها الجديدة !!!!!!
ياسيدي كان طيفك أميري الذي انتظرته أعواماً
ولقائي بك قدرٌ لم أحدد له تاريخاً وموعدا
وتلك الروح التي عشقتك لم تداعب روحك إلا بعفوية الأطفال وبراءتهم
لا أدري هل سرتُ كثيراً إليك في أرضك التي أعلم كم تحيط بها الأسوار ؟
هل تجاوزت حدود تلك القوانين التي اخترعتها أنانية وخوف الإنسان من
أزمان ؟!
هل كانت كتاباتي لكَ وهماً أم كنتُ أنا وأنتً صوراً في حُلمٍ لم نفهم
رموزه وخفاياه ؟!
ياسيدي حكاياتنا الصامتة لم أجد لها مثيلاً في كل روايات وقصص وأحاديث
العشاق منذ بدايات الكون حتى هذه الأيام !!!
لو أردتُ أن أصفها فهل أقول بدأت بكلمات صامته أشعلت ضوءاً في طريق
حياةٍ تلفها وحشة الغربة وانتظار المجهول ؟
هل أقول أنها حكاية من نوعٍ خاص لا تقبل إلا لغة واحدة لها رموز خفية
لايفهمها سوانا وتثير الفضول؟
هل هي من حكايات الواقع أم من حكايات الأساطير الخرافية الني نعجز عن
محوها وعن ألا نعشق تفاصيلها؟!!!!
سيدي وأنتَ هوى نفسي ووطني ألجأ إلى طيفك عندما تبكيني غربتي وأُسرع
إلى محاوراتك الصامتة عندما تخيفني وحدتي كم أشعر وأنا معك بالأمان والسلام ودوني
ودونك مسافات وبلدان وحدود الله والإنسان !!!
حكايتنا التي نبتت في صمت سأبقيها في القلب والذاكرة غرسة حبٍ نادرة
الوجود لا تروى إلا من رحيق الورد وكلماته التي تحييك بهمسٍ وصمت !!!