همسة لوطني ...وطن الورد

همسة لوطني ...وطن الورد

 

وكبر حُبكَ في قلبي حتى أصبحت في حياتي الكون ومافيه....

أيها العزيز....

 

أيها العزيز

 

 

أنا لستُ بخير ....

 

طمني عليك .

الحب

الحب

الحب عندما توضع حواجز في طريقه يصبح قيداً

وعندما نلبسه أوشحة الغموض يصبح لغزاً

وعندما نحاول إيقاف جموحه نقهر أرواحاً تهفو بشوقٍ إليه

وعندما نغلق إيقاع عطر كلماته بقفل الصمت نُهين قلباً عشق بلا حدود

وإذا أردنا أن نجبره على مصادقة الحكمة والعقل ليصبح أكثر اتزاناً وهدوءاً , نحكم عليه بالانهزام والنهاية !!!!

أرفع التحية لك

أرفع التحية لك

 

 

حكايتي معك علمتني الصمت

والاصطفاف في أرتال الانتظار

والرضوخ لأوامرك

والصبر على غيابك

والاستيقاظ على حضورك

والسهر عند رحيلك

والركض نحو طيفك

والغوص خلف كلماتك

والتحليق بحثاً عنك

والسفر إلى مدنك

والبحث عن كلماتك

والتجول في بحار حياتك

والسير في غابات غموضك

سيدي

أرفع التحية لك

فقد علمتني كم أنا عاجزة أمامك ....

 

ليتك صارحتني منذ البداية

ليتك صارحتني منذ البداية

 

 

 

ليتك صارحتني منذ البداية

بأنّ مابيني وبينك صحراء ستدمي خطواتي نحوك !!

ليتك صارحتني منذ البداية

بأنّ هناك بحراً يفصلني عنك من يجتازه لابد أن يغرق!!

ليتك صارحتني منذ البداية

بأن الشمس التي أنتظرك كل يوم تحت لهيبها ستحرق كل ملامحي والمطر

الذي أركض إليه لعلي أراك قادماً مع سُحبه ستمطرني قطراته بالحزن والخيبة!!!

                   ليتك صارحتني منذ البداية         

بأنّ تقلّب الفصول لن يأتي بك

وتبدل الأيام لن يجمعنا سويا

وغدر الإنسان والزمان سيبني بيننا أسواراً عالية !!!

ليتك صارحتني منذ البداية

بأنّ حكايتنا لا جذور لها

ولا جدران وسقف يحميها !!

ولا خيوط أُمسك بها معك كي لا نسقط في هاوية الفراق

وأنه لامفرّ لها من الوصول إلى خط النهاية ؟!

 

 

عشتك حباً

عشتك حباً

لم تكن يوماً بالنسبة لي رجلاً عادياً
سمعتُ عنك فافتخرتُ بك
قرأتُ عنك فأُعجبت بسيرتك
كتبتُ عنك فزهوتُ بك
أحببتك فهِمتُ بك
عشتُك فرحاً ونبضاً وعشقاً
عشتُك وطناً وحياةً

لا عزاء لقلبي بك

لا عزاء لقلبي بك

 

لاأريد أن أرثي حكايتي معك

لا أريد أن أُلبِس حروفي أوشحةً سوداء

لا أريد أن أستمع إلى همسات الحزن عليك

وكلمات العزاء بك

وقصائد الرثاء فيك

لا أريد أن أنصب خيمةَ إعلان موت قصتنا

وأفتح دفتر الحزن لأكتب عنك خواطر دامعة

وأشعار باكية

وروايات حزينة

فلا عزاء لقلبي بك

هل تريد ؟!!

هل تريد ؟!!!

هل تريد أن تعرف سبب تقلّب أيامي

وتغّير حياتي

وتبدّل عنواني

وانكسار قلبي

وصمت عيني

وموت كلماتي؟!!

هل تريد البحث عن سبب توقف الرحلة

وترك المكان

والرحيل نحو سراب الزمان؟

لا أملك سوى سبب واحد

وتبرير واحد

وإجابة واحدة

أنني وعند أول يقظة اكتشفت وهمي

فمن أحببت يعيش في عالمي بقلبٍ أفقدته الأحداث الحياة

فأصبح يتحرك وينبض بطريقةٍ خاصة

ويبثُ بقايا مشاعره بلغة خاصة

وأنني لم أكن يوماً في حياته سوى همسة شوق أحبت قلباً ميتاً !!!

لأنني أحببتك ........

لأنني أحببتك ...

 

لأنني أحببتك كان لابد من أجتاز عدة اختبارات , أن أتحول إلى طفلة تلهو في حدائقك بعفوية , تضحك , تبكي ترسم لك قلوباً وتقطف لكَ وروداً , تخربش على أوراق الحياة بكلمات لايفهمها غيرك !!

وأن أجلس لساعاتٍ طويلة أترقب المساء لأنسج عبر المدى بيني وبينك خيوطاً من حرير الهمس حتى تتلاشى كل حواجز الزمان والمكان التي تفصلنا !!

أن أُصبح شجرةً تُرمى بحجارة الظنون والفضول وتعصف بها عواصف المكر تهز أغصانها حتى لم يبقَ من أوراقها سوى وريقات ذابلة يمسك بها الحزن واليأس والفزع كي لاتقع وتبقى شاهدةً على انعدام الحياة بأوصالها !!

أن أجتاز بحر الفراق بأمواجه المخيفة وأعاصيره التي تتقاذفني عبر مرافيء مظلمة وأقف وحيدة فوق براكين حجارته أرتعش من ذاك الشيء المجهول الذي ينتظرني !!!

فحُبك أدخلني طرقاتٍ وزوايا ودهاليز لم أعهدها وحلّق بي في فضاءات أجهلها ورسم لي متاهات أبكتني لأنني جهلتُ حلّها!!

لأنني أحببتك ضعتُ بين تلك الاختبارات ولم أستطع الصمود فأنتَ لم تمد يدك إلي ولم تنقذني من تلك الحيرة والطلاسم المرسومة بيني وبينك ؟!!

وقفت وحيدة أترقب حضورك فلم تأتِ!!!!

وأنتظر طيفك فلم يظهر !!

فعرفتً متأخرة أنّ كل ما مرّ أمامي كان وهم حب لم يكن لكَ فيه سوى خيال جال في عالمي ثم اختفى كأنه حلم دسته الأقدار في حياتي لتمعن في تعذيبي!!!!!  

أدركني الصباح

أدركني الصباح

أدركني الصباح بعد إغفاءة طويلة على وسادات الوهم والسّراب تلك التي صُنعت خصيصاً لأولئك الذين رمتهم قطعان الذئاب على مرافيء الدنيا كي يغفو عن الحقيقة فيستمر هؤلاء باستبدادهم ويستمر أولئك بسباتهم !!
أدركني الصباح لأجد أنّي في زمن مختلف وبين أناسٍ يشبهون البشر الذين رأيتهم في أحلامي!!!
ولأرى أنّ كل ماقرأتُ عنه من أمجاد قد تمزق , وكل ما أيقنت أنه صواب قد تلاشى !!
أدركني الصباح كي أتدارك مابقي في ذاكرتي من صورٍ لأبطالٍ دفعوا أثماناً غالية لينعم غيرهم بالحرية , ولأمنيات عزيزة هي ميراثٌ لأجيالٍ رحلت وأجيالٍ تنتظر وأجيالٍ تترقب ساعة الحسم !!!!!
أدركني الصباح لأدرك باليقين أنّ الأحلام والصمت وانتظار من غرقوا في أوحال الخضوع لايمكن أن يأتوا لنا بفجر الحرية.