مرارات

مرارات

 

تذوقتُ مرارات الغياب على ألوانها فلم أجد أمر من مرارة الغياب عن الوطن , فكل شيء بلا وطن غير مكتمل , وكل سعادة  نتفاخر بها ونرسم ابتساماتها على وجوهنا كي نبدو بمظهر السعداء ماهي إلا تمثيلية على الحياة تخفي وراءها غصة ألم ودمعة حُزن .

ياسيدي

ياسيدي

 

ياسيدي لم تعد أُرجوحتي على القمر

لم تعد تطيرُ بي على أجنحة الشوق

ولم يعد الليل رفيق السّهر

الغيوم تكاثرت

والأحزانُ مطرٌ ينهمر

وطنٌ صريعُ القدر

وغُربةٌ قاحلة ملونةُ بالهمِّ والضجر

وحكايةُ حبٍّ غفت على صمت الانتظار

فأصبحت ماضٍ عَبَرْ

وأمنياتي اجتاحتها عواصف البشر

فتساقطت , وأصبحت الرّوح كخريفٍ يحتضر

ياسيدي وصلوا إلى أحلامنا

إلى أفكارنا

إلى همساتنا وصلواتنا

وصلوا إلى ذاك النبضُ الذي صارَ يتنفسُ بحذر

شوهوا كلماتنا فانزوت في أقبية الصمت

تتأوه على حالٍ أزرى بها وجارَ وقَهرْ

حطموا مدننا وأحرقوا ذكرياتنا

ووضعوا على أكتافنا أوشحة الخطيئة والوِزر

لم نعد ياسيدي في زماننا نملك الدنيا

ونقطفُ الأمنيات وننثر الحنين كماء العطر

أصبحنا كتماثيلِ من حَجر

بلا حياةٍ أو شعورٍ أو نَظر

لانملك القرار ولا الأوطان

ولا الحرية ولا نخوة الثوار

وبقايانا نخبؤها من عيون الشّر وقسوة الجلاد

كي لانُعتقل بإثم أننا ننتمي إلى بني البشر !!!!!

 

 

لأني

لأني

 

لأني رأيتكَ وطناً وتاريخاً وشعوراً يجتاحني وضعتكَ في قلبي , فعاقبتني بالصمت ؟!!

فإليكَ مفاتيح حُريتك , فمن أسكناهم القلوب لا ننتظر منهم العقاب !!!!!

لم تعد

لم تعد

 

لم تعد تقرأني كما كنت , لذلك لم أعد أكتب كما تُريد !!!!

 

ودعتني

ودعتني

 

 

ودعتني أشياء كان مثواها في حنايا القلب , أتعبها ذاكَ الانتظار وتلكَ الأحزان فرحلت بلا عودة .....

همسة

همسة

 

لأنَّ السّماء وحدها تتسع لكلماتي وهمساتي وأمنياتي فلا تهمني الأرض ومَن عليها ....

همسة إليك

همسة إليك

 

كلما ازدادت عتمة الحياة حولك , أرسم نجوماً من حروفي في فضائك وأهبها لك , لكن يبدو أنَّ عيناكَ لاتنظر إلى النور وتهوى الظلام !!!

وتستمر الحياة

وتستمر الحياة

 

لأنكَ على الطرفِ الأخر من البعد وأنا أتأرجحُ على حبال القُرب الوهمية فلا سبيلٌ للقاء , ومع ذلك فما بين أبعد نقطة تفصلني عنك وبين نقطة وجودي هنا تهطل الأمطار وتُزهر الأزهار وتُثمر الثمار وتتقلب الفصول وتمضي الأيام وتتوالى الأعوام وتستمر الحياة ......  

تحية

تحية

 

التحية لكلماتي ولذاكَ الفارس الخفي الذي يقفُ وراء حروفي يتابعها بصمتهِ المهيب وهي تنسابُ إليه كانسياب الحياة في الرّوح , لاتبالي بالعابرين بها لأنها تكتفي بفخامة مروره وجلال حضوره .

همسة

همسة

 

أفكر كثيراً بأسباب طول الفراق بيني وبينك ولا أصل لشيء ؟!!

وهذا اللاشئ يؤلمني !!