من نساء شرقنا العربي
حتى لو أصبحَ شرقنا العربي في أبهى
أيامه وأزهى عصوره وأرقى حضارته , ستبقى تلكَ النظرة المتعجبة والعاتبة واللائمة
بالكلمات أو بالصمت الذي يُخفي خلفَ أسواره ضجيج الرفض لكل امرأةٍ من شرقنا تنثر كلماتها
في فضاء الكون للتخفيف من أنين قلبها المتعب بهموم الحياة وتسكين نبضها المثقل
بعواصف الحب والفراق والرّحيل والتخفيف من توهج واشتعال روحها المتلهفة لوطنٍ على
هيئة انسان في ظلال أمنه وحنانه لاتعرف قسوة غربة ولا فُقدان عزيز .
حتى لو كانت تلكَ النظرة حادة في
الماضي وزينوها بمختلف ألوان الثقافة والرّقي والتمدن في أيامنا هذه , لكنها
لاتزال تخفي في أعماقها جينات من عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة عبر الأزمنة والسنين
ولايمكن لأي تقدم أو علوم أو متغيرات أن تزيلها من جذورها , لذلك الكثيرات منا
ولمعرفتهن التامة بحقيقة النفوس في شرقنا العزيز يتنفسن الحياة بكلماتهن وأشعارهن
وخواطرهن من خلف نافذة تحجب ملامحهن وهويتهن , يصافحن الصباح بابتسامات من روائع
كلماتهن ويهمسن للمساء بحروفٍ من عطر قلوبهن , ويسامرن الليل بحكايات من خيال وشوق
ولهفة , يركبن عربات الأحلام بحرية لايملكنها بالواقع ويُحلقن في الكون , ينثرن
حروفَ كلماتهن المغلفة بكلّ أنواع المشاعر والأحاسيس , كأمطارٍ من زهور وحب وفرح
على واقع هذه الحياة المتقلبة والجائرة .....