اعترافات هامسة .....
أحياناً نصل إلى
مرحلة من الضجر والضيق نتيجة تراكمات من الحزن والصعوبات والأحداث اليومية تجعلنا
ننفجر غضباً في وجه كل شيء وأي شيء دون أن نحسب أي حساب لما قد نصاب به من جراء
ذاك الغضب المنفجر ؟!
أعترف أنني من هؤلاء
الذين يكظمون الغيظ , ومن الذين يسعون أبداً إلى الاحتفاظ بهمومهم وأحزانهم
وأحلامهم وحتى أمنياتهم داخل شرايين أرواحهم ...
لكن ونتيجة تلك
التراكمات المكدسة منذ أعوام وأيام وساعات ولحظات يحصل مايشبه البركان في داخلي
يشقيني ويعذبني ويؤلمني لدرجة لم يعد في مقدوري تحملها فتحصل كارثة الثورة
المتفجرة في وجه كل من حولي من أشخاص وأشياء , وقد تطال شظايا غضبي أناس أحبهم
وأشياء أعشقها لاذنب لهم ولاذنب لها !!!
وبعد هدوء الثورة
وزوال سحب الغضب أكتشف كم من الخسائر تكبدت !
وكم من الأحباب أحزنت
!
وكم من الحطام
والدمار والفوضى جعلت حولي !
حاولت أن أغير من تلك
الطبيعة التي تتملكني وتؤذيني فلم أنجح ؟!
حتى الكتابة التي
أبثُ من خلالها ماأشعر به لم تُفلح في ذلك !!
يبدو أنني لازلتُ
أخشى أن أضع كل مافي صدري على الأوراق لأخفف عن قلبي وصدري ثقل الحياة بكل لحظاتها
وأفراحها وأحزانها وتقلباتها وصعوباتها .....
أعترف بأنني مجموعة
من المشاعر تلفها من كل جانب سدود من الخوف والجبن والحذر والخجل لاتسمح بانعتاق
أي شعور إلا بعد مد وجزر ودراسة وتأجيل ومحو وشطب !!!!!
أعترف اليوم بما
جعلني أتألم وأُؤلم وأخسر وأجرح وأبتعد وأُعاني فقد يكون الاعتراف طريقاً لمواجهة
السدود العالية ! وطريقاً لحياة مختلفة بلا قيود حازمة حبالها قاسية دامية !!!!
وقد أفتح نافذة جديدة
على اعترافات هامسة تزيل عن حياتي عبء الآلام والغضب والوحدة .