صمتي جوابي

صمتي جوابي

 

لم تفهم لغتي فصمَت

ولم تفهم صمتي فتكلمَت

ولم تفهم وجعي فابتعدَت

ولم تفهم ابتعادي فقسَوت

هناك عجز بيننا يحطم التفاهم

وجدار يحجب اللقاء

فكان الفراق

وأكوام من الحزن

تذروها رياح الأيام ببطء مؤلم

فلا تستهزيء بصمتي فهو جوابي إليك ....



يوم الأرض

يوم الأرض

 

 

رغم ضباب الشر حولنا لازلنا نحمل صورة تلك الأرض الأسيرة في قلوبنا
ونحلم ببحرها ونهرها وأشجار زيتونها
لازلنا نموت لأجلها ونقهر لأننا ننتمي لها ونُشرد في بقاع الكون لأننا لم ننساها
لا زال اسمها الأغلى والأثمن والأقوى
لازال تاريخها شوكة في حلق أعدائها ولازالت قداستها تُرهب من دنس ترابها ...
لازالت هي الحضارة والأصالة وينابيع الجمال
من تربتها ومائها جُبلت أجساد جبابرة العصور
ومن طهارتها وعزتها ومجدها خُلقت أرواح أهلها يولدون ويقتلون ويؤسرون ويشردون ويثورون وهم يحملون على جباههم وشم العزة والإباء منذ أن وضعها الله في هذا الكون إلى يوم يبعثون
تحية إلى تلك الأرض التي تنتظر !!
تحية إلى هوائها ورمالها وترابها ومائها
تحية إلى أسراها وشهدائها
إلى المشتتين من شعبها
إلى الصابرات من أمهاتها
إلى المناضلات من بناتها
إلى الأحرار الأبطال من رجالها

 

أوراق الحياة

أوراق الحياة

 

أوراقنا البيضاء التي نكتب عليها بالحبر خواطر عن حياتنا وأحلامنا وهمومنا , وحكايات عن السنين التي مرّت بنا والأيام التي نتلاعب معها والساعات التي تحمل في كل دقة ثانية منها مصيراً مختلفاً تجبرنا الأقدار على الرضوخ إليه , تصبح مع مرور الوقت ملأى بسواد ما نعانيه خلال حياتنا , إنها تشبهنا في أشياء كثيرة !!! فنحن عندما نولد نكون كالصفحة النقية البيضاء التي ماتلبث أن تصبح رمادية في أماكن وسوداء في أماكن أخرى بفعل تقلبات الحياة , وكأننا بتلك الصفحات البيضاء التي نخط عليها مانمرّ به من مشاعر وأحداث نبحث عن ذاك النقاء الذي اختفى تحت غبار معركتنا مع الحياة , ومع ذلك تتحول بين أيدينا  بفعل المداد الذي نكتب به إلى لوحات مملوءة بالكثير من الألوان المتناقضة التي تتخفي تحتها كل المساحات البيضاء .....   

همسة إلى السماء

همسة إلى السماء

 

ياشوق , كفاك عبثاً معي فالراحلون لن يأتوا ...
وياحنين كفاك ألماً فزمانهم انقضى ولن يكونوا ....
ويانسمات الذكريات كُفي بحثك عنهم فقد غابوا خلف الحياة ولن يعودوا ....
ويادموع الفراق توقفي فمن تبكيهم تركوا أرض الدنيا إلى السماء . وهناك مكانهم وزمانهم , ومابين الأرض والسماء تصعد الأمنيات والأشواق والحنين ونبضات الحب لهم كل حين لتصلهم هناك حيث هم وتعود إلينا رحمتهم مع حبات المطر لتطفيء نيران شوقنا لهم .......

همسة اليوم

همسة اليوم

 

ما أشبه اليوم بالبارحة !!!

مقولة تنطبق اليوم على كل أحداث حياتي ؟!!
فهي عبارة تقليدية لأشياء سيئة يتكرر حدوثها بحياتنا رغماً عن كل الاحتياطات التي نتخذها كي لاتعود ؟!!!

مدرسة الغربة

 

مدرسة الغربة

 

تعلمنا مدرسة الغربة أن نستيقظ في أوقات ينام فيها الناس
وأن نحمل في حقائبنا دوماً أقلاماً حبرها القلق والخوف والحنين
وتفرض علينا واجبات قاسية لاتحتملها أناملنا وعقولنا وقلوبنا
وتجبرنا الأيام التي نقضيها فيها على قراءة نوع واحد من الكتب التي تمتلئ بمفردات الحزن والندم والفراق والوداع
مدرسة تلاميذها من أوطان مسلوبة مقهورة , هجرّتهم الحروب وطاردهم الموت وأفزعهم الدمار , إذا نظرت في عيونهم لن ترى ماتراه في عيون الآخرين فهنا بريق من نوع آخر هو الانكسار لطول الانتظار!! ...
وإذا تجولت في أرواحهم سترى عزيمة الأحرار مخبأة في فوهة بركان
وإذا استمعت لدقات قلوبهم ستعرف كيف يعزفون سيمفونيات للوطن وينشدون بالدم والنبض لحرية الأوطان
وعلى إيقاعات الحياة المريرة يحلمون بالعودة ويكتبون للسلام والأمان .

همسة شوق

 

همسة شوق

الشوق بيننا بالإجمال , هو أن أنظر للورد لتسري في أوردتي أنتَ والحياة , وبالتفصيل هو أن أقف على نوافذ الصمت مرغمة لأجمع في لحظة واحدة كل فصول العام بين يدي فأحترق من ناره وأذبل من ذكرياته وأبتسم لعطره وأبكي لوحدتي وانكساري .....

مدينة الأشواق

مدينة الأشواق

مدينة من ياسمين تُزهر عندما يُمطر الربيع بالحنين , وتزهو بشذا العطر كلما ابتسمت الذكريات لقلبٍ امتلأ بالحب حتى لم يعد أي قارب يستطيع التجول في مياهه خشية الغرق .....

جميع طرقاتها مفروشة بورود المحبة التي تتلألأ كلمات القصائد على شفتيها كنجوم تضيء ليل الزمان

هي مدينة العاشقين للحياة وللجمال وللحب , تحيا بهم ويعيشون في ظلالها

عيد الحب

عيد بأي حال عدت يا عيد؟!!

هل بقي متسع لفرحة وسط الأحزان؟

وهل لازال الحب يحيا بيننا في دوامة أيام شاع فيها القتل والموت والتهجير ؟

هل نستطيع أن نقول لمن يعيش وسط الحروب والقتال أنّ هناك حباً يرفرف على الدنيا وينشر من حوله السعادة والأمل ؟

هل نستطيع أن نقول لهم أننا سنستعيد أمننا وأحلامنا وأوطاننا بالحب فقط ؟!!!

هل سيصدقوننا إذا قلنا أن الصدق والإخلاص والتفاني والتضحية لم تزل عنواين ثابتة للحب حتى يومنا هذا ؟

وهل سيصدقوننا إذا أخبرناهم أن كل حكايات الحب التي قرؤوها عبر التاريخ لها أمثلة واقعية في زماننا ؟

الحب أجمل مافي هذه الحياة . لكننا مع الأسف نعيش ضمن نسخته المزيفة وليست الحقيقية !!!

هو شعور رائع فقدنا معناه وسط أكوام كلمات مشتقة من حروفه الملونة بألوان براقة والتي تخفي خلفها كل معاني الخداع ؟

ومع كل تلك الحقائق لانزال نناجي الحب لترحمنا المناجاة من يأس يقيم في أرواحنا , ولانزال نهدي الحب أرق الكلمات والمشاعر الجميلة لتحيا قلوبنا رغم مظاهر الحزن والألم التي تطوف في سمائنا .....

 

فكل عيد حب وجميع أحبتنا بخير ووطننا بخير وأيامنا وأوقاتنا بألف خير ....

لو...

لو....

لو همسنا في أيامنا هذه للقمر , لأظلم واختفى خجلاً من لامبالاتنا !!!

ولو غازلنا الزهور والورود في الصباح لخيمت سحب سوداء في سمائنا وصبت علينا غضبها لوقاحتنا !!!

ولو كتبنا على أوراقنا كلمات حبٍ وشوق , لاشتعلت الحروف أسفاً من تفاهاتنا !!!

ولو حلمنا بالسلام والأمان والحرية وبأمجاد العروبة الغابرة , لضجت كتب التاريخ من سذاجتنا!!!

فنحن نعيش في زمن رهيب فقدت فيه الإنسانية طعمها ولونها ورائحتها وقيمها ومبادئها وتحولت كل الأشياء حولنا إلى سراب مزيف خادع هوى بنا إلى وديان سحيقة حيث الخراب والدمار والخوف .......