وطنٌ هو لنا ....
هل جرّبت يوماً أن تعيش في وطنٍ ليس لك ومدنٍ لاتنتمي إليها , وتستنشق هواءً لاتستسيغه وتنظر في وجوه لاتعرفها وتمشي في طرقاتٍ من حجارةٍ وأوحال ؟
هل ظمأت يوماً إلى الأمان فلم تجد ماءً يروي عطشك , وبحثت عن الرحمة لتسد جوع نفسك التي طال بقاؤها في أودية الظلم فاكتشفت أنك في صحراء الحياة القاسية حيث لاماء ولاطعام ولاأمانٌ أو رحمة؟
هل استيقظت صباحاً على نعيق الرحيل وبكاء الغربة , ونمت مساءً على صخور الوهم لعل السماء تهبك حُلماً جميلاً ؟
هل تقابلت مع الحب في أحيانٍ كثيرة ومدّ لك يده ليصافحك فابتعدت عن طريقة متعمداً لأنّ قلبك تراكمت فيه أحزان الفراق ودموع الانكسار في رحلة بحثك المتعسرة عن وطنك المفقود التي رأيت فيها كيف يموت الحلم في مهده , وينهزم الأمل بالوعود المخادعة , وتبكي العيون حسرةً على من ذهبوا وهم واهمون؟
إذا جرّبت كل هذا فأنا وأنت لابد أن نلتقي على طريقٍ واحد حفرته منذ أعوام قطرات دماءٍ زكية , وأرواحٌ شريفة , ونفوسٌ كبيرة آمنت أن هذا الدرب هو الوحيد الذي سيوصل من يدركه ويعثر عليه إلى بوابات وطنٍ سلبونا إياه وجعلونا نتوه في ضباب الأحلام والأوهام , كي لانراه
طريق سيجعلنا ننتصر على كل ما كابدناه من عجز وخوف وحزن وآلام , ويهبنا عزة الحياة في وطنٍ هو لنا ...... .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق