الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أنت جرحٌ

أنت جرحٌ

أنتَ جرحٌ توقف نزفه في داخلي منذ أعوام , لكنه ترك ندبات , الأولى بلون الدم الأحمر الذي انسكب فوق الثرى وعلى مساحات البحر وفوق قمم السماء ليهب أرضنا الأسيرة الحياة لتنبت من جديد المنذورين للشهادة , أما الثانية فهي بلون السهول الخضراء وأوراق أشجار الزيتون والبرتقال التي تركناها منذ ستين عاماً فوق تلك الرُّبى المقدسة هرباً من قطعان الذئاب والتي لازالت صورها تطاردنا جيلاً بعد جيل وكأنها تستصرخنا لنعود وننقذها من الذبول والموت ....

والثالثة بلون الحزن الأسود الذي ارتسم على وجوهنا , فأصبحنا به شعباً معروفاً أينما حللنا وحيثما وطئنا , أما الندبة الرابعة المؤلمة فهي ذات لونٍ أبيض بلون الحلم والأمل الذي مازلنا نركض وراءه منذ سنين ولانعرف له عنواناً سوى في زنازين الخوف وأقبية الخداع والوهم !

لقد ترك جرحك رسماً لعلم وطننا الأبي محفوراً في أعماقي لاشفاء منه ولا من وسيلة لإزالته , إنه وشمٌ من نوع خاص صاغته تلك الأحداث والقرارات والنكبات التي انهالت علينا من كل حدبٍ وصوب فجعلتك توقف بندقيتك عن الثورة , وتصمت عن الكلام والأفعال , وتقف بانتظار من اختبئوا خلف أقنعة البراءة والوطنية , وعاهدوا بأن يعيدوا الحق والوطن مهما كان المصير !!!

ستبقى الجرح الذي لن أنساه ولن أبكيه , فكل الجروح تشفى وتبرأ وتندمل إلا جرح الوطن لايمكن أن نشفى منه ولايمكن أن نغفر لمن تسبب به .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar