الاثنين، 27 يونيو 2011

ما أصعب أن أرحل منك !

ماأصعب أن أرحل منك !



أعترف أنني أغمضتُ عيني عن كل مااستبحت لنفسك أن تفعله في الرواية التي كتبها القدر لهذا الزمان ولتلك الأمكنة المتناثرة على امتداد الأرض ....
لقد عبثت في صور شخصياتها فمحوت وأضفت ورسمت وكتبت لتروي ظمأك إلى ابتداع رواية من تأليفك تكون أنت فيها البطل الأوحد والرجل المميز والسيد العظيم ....
فتحولت الأحداث فيها إلى مشاهد مرعبة وغامضة , تلاشت من خلالها ألوان الفرح والأمل وبقيت ألوانُ قاتمة اختفى فيها كل ما هو جميل فلم أعد أرى فجراً يبتسم أو قمراً يسهر مع النجوم , ولم أعد أستمع إلى همسات الحب وكلمات العشق التي تلاشت و توقفت عن البوح بانطفاء قناديل الحقيقة فأمسى الظلام يعربد في فضائها والرياح تعصف في شوارعها مما جعل الطرق منها وإليها كثيرة التأزم والخطر !....
إنها الآن وسط صحراءٍ خالية من آثار الحياة فوق رمال مشتعلة تحرق صفحاتها المكتوبة بالروح والدم ونبضات القلوب المتعطشة إلى الحب والحرية والوطن !!
نعم أعترف أني كنت على امتداد سنوات العمر أختبيء من الزوال والفناء خلف رايتك , وأحتمي من الموت في حنايا وجودك , وأقبض على المجد بانتصاراتك وصمودك , وألجأ إلى حروف اسمك لأشعر بالدفء من صقيع الغربة ....
أما الآن فلم يعد بعد أن أصبحت رواية أرضنا التي كُتبت في محراب البطولة بعطر التضحية وشذا الفخر وعنفوان الكرامة ملطخةً بأيدي مستهترة عابثة حاقدة إلا أن أبحث عن نافذة عزة وكبرياء أتسلل منها للخروج من تلك الأحلام المحطمة والأغلال الملتفة حول روحي وقلبي والتي حولتني إلى بقايا تنتظر على مفارق طرق الوهم عربات العودة وجياد المستحيل وفرسان التاريخ من أعماق الزمان الغابر ....
إنّ تلك الطلاسم التي تصول وتجول وتغلق أبواباً وتهدم أمجاداً وتستبيح الحياة تجعلني أهيئ قاربي للسفر وشطب تواريخ ومحو ذكريات وإعلان هزيمة أحلامي وسقوط مدن أمنياتي والابتعاد عنك والرحيل منك إلى عالم أحيا فيه بسلام وراحة ضمير مع ماتبقى من أجزاء نجت من براكين غضبك وزلازل سخطك !!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar