ليتني زهرة أقحوان جذورها في الأرض
ورأسها أبداً نحو السماء
تتمايل على إيقاعات الحياة البريئة الصافية
لاتشرب إلا من نقاء الندى
ولا تحيا إلا على ضوء الشمس ونور القمر
تصادق حنان الطبيعة ورحمة الله
تهمس للنسيم وتلاعب زهور الأمل
تنام على أصداء صمت الحقول وتصحو على غناء العصافير
تحلم بالمحبة وتهدي الدنيا جمالاً وعطرا
وحتى إذا ماداهمتها ريح هوجاء وتطايرت أوراقها البيضاء في
فضاءات الكون , تعود إلى حضن الأرض لتنبت من جديد حقولاً من أقحوان تمتد على مساحات الحب , لتبقى في كتب الخلود وفي شذا عطر البراءة وداخل ذاكرة المحبة .....
ليتني أكون هي !!!! فالأرض التي نمشي عليها أصبحت اليوم تلوّث الجذور الأصيلة !!
والسماء التي نتفيء تحت ظلالها تمطرنا كل حين بالنوائب والهموم التي تحني الرؤوس!!!
لقد تحول كل ماحولنا إلى سحابٍ مليءٍ بالشوائب والسموم التي تنفثها الصدور الحاقدة والأفواه المريضة والألسن العابثة التي أحرقت بنيرانها الجمال والبراءة فأمسيا أشلاءً فانية متبعثرة على حواف الأيام والأزمان , اندثرت في جوف الكون كأنها لم تكن يوماً من صروح الحياة !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق