الرقص مع الذئاب
" الرقص مع الذئاب " لم أكن على علم ماذا تعني تلك العبارة
في حقيقتها , أسمعها أقرؤها وأمر بين حروفها مرور الكرام , ولكن يبدو أنني لم أدرك
عمق ماتعنيه لعدم وجودي في محيط الذئاب !!!!
فالإنسان لايفهم الأشياء على حقيقتها إلا من خلال التجارب التي تمر
معه أو من خلال مايراه يحصل للآخرين أمام عينيه .....
فالحياة والأقدار التي تجبرك أن تحيا وسط الذئاب أو تتعامل معهم بشكل
أو بآخر تجعلك تُجاري مكرهم ودهائهم وبشاعتهم المبطنة والمقنعة فتصبح وحسب قوة
تحملك وبراعتك أو خوفك وضعفك الداخلي إما إلى مهرج يتراقص أمامهم وهو يصرخ في
أعماقه من شدة الألم , أو إلى تمثال حجري صامت تستعر النار فيه من شدة الغضب ومن
تلك القيود التي أجبرته على تكميم فمه وتقييد يديه !!!
وفي جميع الأحوال فأنتَ في وسط الذئاب تكون شخصاً آخر غيرك تماماً إلا
من رحم ربي وشهر سيف الحق والصراحة في وجوههم لأن نفسه البشرية وكبريائه الإنساني يحتمان
المواجهة مع الشر مهما كانت النتائج التي تكون غالباً وخاصة في زمننا هذا ضد كل
ماهو إنساني ؟!!! ومع ذلك فإن أي خسارة بالنسبة لأولئك الرافضين لسيطرة الذئاب
تكون ربحاً لهم لأنهم أرضوا ضمائرهم وذاتهم ....
أما الذين رقصوا مع الذئاب نفاقاً وخوفاً وطمعاً فهؤلاء أشد فتكاً من
الذئاب نفسها لأنهم بما يقومون به يجعلون الذئاب أشد قوة وفتكاً وشراسة , ومع الأيام يتحولون هم أنفسهم إلى ذئاب ضارية لكثرة مادفنوا في دواخلهم من مشاعر الكره والحقد والانتقام التي لابد في يومٍ ما ستنفجركالبراكين المدفونة لتزلزل الأرض تحت أقدام الأشرار والأبرياء على حد
سواء , هؤلاء برقصهم مع الذئاب وهؤلاء بجبنهم وارتضائهم أن يكونوا متفرجين فقط على
مشاهد رقص الذئاب ومن ارتضى أن يرقص لهم ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق