هل تسمح لي ؟!
هل تسمح لي
ببعض كلمات رفضت أن تنصاع لأوامري رغم أني نهيتها وعاقبتها ووضعتها في ركن بعيد من
قلبي وأوصدت عليها أبواب أفكاري وشرفات أحلامي ومع ذلك لشقاوتها وثورتها لاتزال
تيقظني من نومتي وغفلتي لتسمعني أغاني الحنين إلى أرض جميلة تسكن في وطن ساحر عليه
سياج من أشواك ونار ....
وتفتعل الضجيج
في أعماقي لأقف معها على نوافذ الذكرى وننادي عليك بكلمات الشوق وبصوت جنوني كي
تحملنا إلى تلك الأرض وتقتلع الأشواك وتطفيء النار ....
هل تسمح لي أن
أصافح روحك المنهكة من البحث هذه الأيام عن مصباح علاء الدين وسط صحراء نكبة
أبوابها محطمة لم يتبقى من ذكراها سوى كومة حزن وبقايا عذاب وحفنات رماد لاتزال
جمرات اللهيب تستعر تحتها ...
هل تسمح لي أن
أخبرك أننا أصبحنا مدن أحزان وأنهار عذاب وبحار غضب وبتنا نحتاج إلى بطل أسطوري
ليحكم مدننا وأنهارنا وبحارنا !!!!
هل تسمح لي أن أذكرك
بعهد الزمان وغدره وإغراءته التي تجعلك تقيم في قصور خرافية وتسير على بسط اللأليء
والياقوت وتطير وترقص بلا حدود ثم تسقط من كثرة أوهامك فلاتجد غيرالأرض تستقبلك
وتمد يدك فلا تلامس أصابعك سوى يد السراب ولاتقوى على النهوض !!!!
هل تسمح لي أن
أحذرك من الثقة العمياء ومرافقة الذئاب وعقارب الصداقة!!!
فكيف تأمن أن تقودك تلك الضريرة إلى الطريق وهي
تحيا في الظلام وتتعثر في خطاها !!
وكيف تتخذ
الذئب رفيقاً وهو منذ قرون يفتك بالأنبياء والضعفاء والبؤساء والأطفال!!!
وكيف تحمل
عقارب السم والنفاق والخيانة في جيبك وتجعلها قريبة من ذاتك !!!
هل تسمح لي أن
أغرق في أحلامك وأبحث عن أجملها وأصدقها وأجلّها وأضعها في ضوء شمس الحقيقة كي
تباركها وتجعلها ملكة على عرش طموحاتك !!
هل تسمح لي
أنهي كلماتي بتقديم جميع الكلمات السابقة لك بكل محبة وتقدير ....
فيا أمير تلك
الكلمات إليك هي لأنني مع قلوب كثيرة نبحث عن النصر ونرفض الهزيمة ... ونفتش في
كوننا الكبير الذي نحلق فيه منذ أعوام عن شاطئنا المفقود لنرسو من وجع الغربة
ومأساة الحزن الثقيلة ...
اسمح لي أن أضع
كلماتي بين يديك وأترك لك الخيار في أن تنثرها حولك أو تعتقلها في درج مظلم أو
تقرأها مرات ومرات لتتحول في ذاكرتك إلى ناقوس يدق في عالم ذاتك ...
تحياتي
ورد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق