الاثنين، 6 مايو 2013

رفقاً بالورد



رفقاً بالورد


 لاندري ونحن ننظر إلى الورد بجماله وزهو ألوانه وأناقة منظره أنّ ذلك الورد بعطره وسحره وشذاه أينع وأصبح آسراً للقلوب والأفكار بفضل تلك الأمطار التي هطلت بها السّماء على أرض وجوده فسقته من ينابيع المشاعر والأحاسيس التي تكونت في أعماقه وسرت في شراينه لتعطيه الرونق والرقي ...
لقد تجمعت في أوراقه كل فصول الحياة بتقلباتها وتناقضاتها وجمالها , فرياح الشتاء الباردة الحزينة تُجمد الفرح في أوصاله فتبكي زهراته وحشةً ووحدة وغربة ...
ونسمات الربيع تداعبه برقتها فيتمايل طرباً ويفيض بقطرات نداه على الدنيا ...
وإذا لذعته نار الصيف بأشعة قسوتها وغدرها واشتعال ألسنة لهيبها الحاقدة تتحول أشواكه إلى سهام يصوبها على منابع النيران ليحمي بها نفسه من الاحتراق ...
وعندما تمرّ به عواصف الخريف لتنثر عليه الذبول والانكسار يُمسي حائراً قلقاً من ترقب نهاياتٍ غير متوقعة..
ومابين الحزن والفرح والأشواك والخوف والقلق نسج الورد أرديته الخاصة التي ادخرها لكل فصلٍ من فصول الزمن التي تأتيه على غير موعد !!
إنّ الورد يحمل العبير ليسقي الحياة نوراً وشهداً ويمتلك الجمال لينشر السّحر والبهاء في أرجاء الكون ويخبيء الأشواك ليدافع عن نفسه من أيدي العابثين اللاهين ...
إنه عالم تكونت فيه كل الصفات ليصبح حياة متلونة بأطياف رقيقة ناعمة في دنيا امتلأت بألوان ٍ قاتمة سوداء تتماوج وسط ضوضاء العذاب والألم والخداع والخوف والرحيل والاغتراب فرفقاً بالورد!!     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar