كل شيء

كل شيء

كان كل شيء
وكنت كل شيء
أحلامنا كل شيء
كلماتنا كل شيء
لقاءاتنا كل شيء
وجودنا كل شيء
قصاصات الورق التي نكتب عليها مشاعرنا ونتبادلها بفرح كل شيء
ربيعنا بأزهاره الرائعة كل شيء
صيفنا برحلاته الجميلة كل شيء
خريفنا بنسماته وبإلفة مساءاته كل شيء
شتائنا بثلجه ولياليه الساحرة كل شيء
وعندما رحلنا كلٌ إلى مرفأ من مرافيء غربته الأبدية
بدأ يتلاشى كل شيء
ويغيب كل شيء
وانتهى كل شيء

همس الحياة

همس الحياة

عندما تبدأ الكلمات بالدوران مع دوران الأيام والزمن تتساقط حروفها عندما تصطدم بجبال الأحزان وتتطاير المشاعر منها عند هبوب عواصف الهموم وتتباعد عنها الروح التي أضفت عليها ذات يوم ألقاً وبهجة
فالزمن الذي يمضي والأيام التي تدور تمحو كل شيء جميل تحت عجلاتها القاسية وتصبح باهتة بلا حياة

همسة

همسة

كم هي دافئة أمسيات الشتاء , عندما ننظر إلى ألسنة النيران المشتعلة تتراقص وتتمايل على إيقاعات الحنين إلى ذكريات مضت , ونحن نحتضن تلك اللحظات الجميلة التي نعود إليها في الأمسيات الهادئة التي يبلل طرقاتها مطر الشتاء وتفوح في أرجائها رائحة الشوق المثيرة لكل المشاعر والكلمات والهمسات التي توقفت في محطة الأيام الجميلة ولن تعود إلا كأطياف في أمسية ليلة ماطرة ....

الليل

الليل

لم يعد الليل رفيقاً للعشاق وملاذاً للمشتاق , فقد هدوئه ورومانسيته وأمسى موحشاً مخيفاً تعلو في فضائه أصوات العراة في برد الشتاء والجائعين الراحلين في وحول التشرد , أصبح نديماً للحزين والتائه والوحيد والغريب يأنُّ لمآسيهم وينكفيء متحسراً على أحوالهم ....

قمره يختبيء خجلاً مما يراه خلف الغيوم السوداء المتكدسة ونجومه يتساقط الدمع من أضوائها الخافته التي ذبل نورها وكفّت عن التراقص فوق صفحات مياه الغدران والجداول والأنهار متألمة لشقاء المعذبين الأبرياء على الأرض .....

فأما آن لهذا الظلم الذي يلفُّ الدنيا ويجلد بسوطه أمن البسطاء والضعفاء أن يرحل ليرحل معه الظلام بوحشته ويصبح لعتمة الليل عطراً من أمل لكل المنتظرين للخلاص والرحمة والنصر والمحبة والسلام ؟!!

همسة فراق

همسة فراق

أن نقدم الأعذار عن رحيلنا دون سبب فتلك كذبة نكذبها كي نبتعد , لكن إذا أرغمتنا الحياة على الرحيل والفراق وعجزنا عن البوح بألمنا لقساوة أسباب البعد , فهي حقيقة لابد أن تظهر يوماً رغماً عن جدران الصمت التي تبنيها تلك الأسباب ....

همسة

همس

 

أعود إليك , كما تعود الطيور في صخب إلى أعشاشها كل مساء

أقرأ أوراقك التي تلقيها في فضاء الكون , وأبحثُ فيها عن كلمات أجمعها لأخترع لك رسالة تختلف عن كل ماتلقيه النسمات في بريدك .

إن كنتَ تقرأ تلك الرسائل الإستثنائية فاهمس لتلك النجوم المسائية التي أصبحت ماهرة في حياكة الهمسات وإيصالها بأمان لي , وإن لم تقرأها فأحلاماُ سعيدة إلى أن تستيقظ يوماً ما لتجد كل تلك الرسائل وقد تاهت في ماضي الزمان وأصبحت بلا روح وبلا عنوان ...