الخميس، 19 نوفمبر 2015

ضياع


ضياع
 
أوطاننا ضاعت
أضاعوا أرضنا قبل أن نستنشق عطر الحياة
وعندما بدأنا نحبو على أرض رحيلنا الأول وتتفتح براعم أحلامنا هناك , بدأت حقائب السفر تتجول معنا على مرافيء هذا العالم بحثاً عن الأمان والسلام .
لم تتوقف أقدارنا عن رسم لوحة الرحيل المستمر بألوانها الكئيبة القاتمة لشعبٍ كان ضحية للعبة الأمم التي لا تنتهي !!
وهاهي تزداد مسافات الرحيل بُعداً مع انفجار براكين الفوضى التي أشعلوها في شرقنا وغربنا العربي ؟!!
رحلات إجبارية ورحيل دائم نحو أرضٍ آمنة وسماءٍ لا تمطر بحجارة الفزع وحمم الموت !
ومع طريق الرحيل والتشتت والضياع التي خطونا عليها مرغمين تناثرت من حقائبنا الكثير من الحكايات والأحداث وفرّت من ذاكرتنا صور لأشخاص التقينا بهم على دروب رحيلنا , لم نكن نملك الاحتفاظ بكل مالدينا نحوهم فتاهوا منا , لكن وإن كان ضياع الوطن قدر , والرحيل قدر , والنسيان قدر , يبقى هناك في أعماقنا علامات لايمحوها شيء لأنها هي قدر أن تبقى معنا تختبيء في ذاكرتنا بأمان تخرجها الأيام إلينا ثم تعيدها إلى مكانها الأثير لتبقى ونبقى معها كالروح لانفهم سرها ومع ذلك نشعر معها بالأمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar