الجمعة، 1 مارس 2013

حوار تناظر مع د. مازن حمدونة

حوار التناظر مع الأديبة ورد محمد
في
أرجوحة القمر


إنها ليست مشاكساتي ؛ ولكن مفرداتك اجترت كل آلامي وحزني بعد ان استنهضت الدمعة التي طوتها الجفون والمآقي ...
كتبت الشاعرة " ورد محمد " فغردت في سماء ألمي : 
يا سيدي أهبك الورد والعطر والمطر
وديوان شعرٍ 
وحباً لم تعرفه حكايات الحب
وهمسات السّحر
فقط أريدك أن تمنحني أرجوحة فوق القمر
لأطير وأعلو فوق الأيام والأوقات
وأًحلق بدون قيد أو حذر
على أشرعة الأزمان 
وألمس بأصابعي نجمات السّهر
وأغفو على وسائدَ من غيوم المساء
وأحلم بأرضٍ عشقها القدر
فأهداها عُشباً أخضر 
وبحارٍ زرقاء 
وسنابلَ ذهب 
وعقودَ ياسمين
وقارورات من عطرٍ وعبير
وزيّن معصمها بسوارٍ من دُرر
لأبحث من أرجوحتي عن وطن
فيه للحروف اعتراف 
وللقصائد ألوان
وللكلمات حياة ٌ وسفر
الحوار فيه لا يصطدم بجدار
والحقيقة لا تسقط بين الحُطام
جميع الفصول تأتي إليه 
وتُبحر في نشوى العطر
شتاؤه أمطار نصرٍ 
وربيعه أزهار أمل 
وصيفه أسرار حلم 
وخريفه أجراس عودة
الحب فيه يتجول دون خطر
يحمل في حقائبه الملونة نبوءات وصور
وأوراق ذكرى ووردٍ وخبر
وكُتباً للعشق بكل لغات البشر
أُريد أرجوحة فوق القمر
لتغسل سحابات الفجر انكساري
وأحزاني
وتمحو من قلبي الضجر
وتطير بي بعيداً فوق كونٍ بلا هجرٍ
ودنيا بلا قهرٍ وعالمٍ بلا خطر!!

حوار التناظر للكاتب د.مازن حمدونه :
يا سيدي .. أهبك شواطئ عشقي وكل ما يتمناه البشر 
أهبك فأس جدي .. ومحراث القمح .. وأزهار العوسج
أهبك شرايين الفؤاد الذي انشطر .. فبتنا بلا مأوى على ضفاف الغربة
فقط ..أمنحني أرجوحة فوق القمر 
امنحني تذكرة سفر .. تغادر دموعي من بعدها .. تحلق على أجنحة الزمان.. تغوص أعماق فرحي بعد غربة .. بعد ان يتمنٍي القدر .
امنحني ما اغتاله ذاك الشيطان في غفوة جدي على قارعة قريتي .. امنحني قاربا .. قرارا .. امنحني ما لا تغتاله مخالب الأمم 
دعني أسافر على أرجوحة التاريخ .. أعود لجدي بعد كل هذا السفر .. كل هذا القهر .
دعني احلق بين السحب .. خلف الضباب .. أعود إليكً مع أول زخات المطر .
دعني أغفو على وسادة عشقي الذي تغنى فيها شعراء الجبل .. دعني أغفو على جبين مدينتي قبل ان تدوسها أساطير الذئاب .. دعني أرى ما لا يفزع الحلم 
دعني ارقص فوق الأخضر .. واشرع وأغوص أعماق كنوز الأزرق .. دعني أتلحف العوسج .. ودعني اسطر حروف الوطن من معين الروح .. فهي مازالت من الروح أغلى ولها تفدى وترخص .. 
في كل عام يأتي الشتاء بأمطار .. وليست كتلك الأمطار 
الصيف ..يأتي ويمضي ..ومازال يصرخ من القيظ 
الربيع يمضي تحت عجيج الضباب .. بلا أزهار 
والخريف مازال يقف على أبواب الزمن ينتظر ان يحضر جدي ليعود لدورة الحياة بعد ان جفت الأنهار .
مازالت قوارير جدتي في البيدر .. وكروم العنب بلا خضرة .. بلا قنديل .. وأشجار الزيتون مازالت بلا أزهار .
دعني أسافر على جناح الزمن فوق القمر .. اغتسل من حاضرة الزمان الذي تدنست به قدسية وطن .. وتكالبت عليه الأحقاد .. والتجار وسماسرة الرغد .. ولحى الرعاع والفجار !!!


حوار التناظر

حوار التناظر مع الكاتبة ورد محمد

في

غريبــــةٌ أنـــــــا...

غريبةٌ أنا على دروب الشتات أعتصر عناقيد الأسى لآخر رمق
وأحتسي شراب الأمل المعتق في أقبية الحنين والشـــوق والقلق
تائهة الأفكار والكلمات أبحثُ عن وسـادةٍ من وردٍ وعبق
فـدعني على صخرةِ المنفى أرقب النور وعصافير المساء
وألـوان طيفٍ لوطن مصلوب منذ أزمان على أعمدةِ العناء
اتركـني لعل الريـح تأتي بأخـبارٍ من وراء أسوار الشقاء
فأنا ظـمأى لحكايات السـنابل والزيتـون والريحان
لأغـنية تتـهادى عبر بيـادر القمح وحدائق الأقحوان
لأصـوات فرحٍ يـغزل فيه الهـمس الأشعار والألحان
ضقتُ مـن الرحيل ومـن الوقوف على مــحطات الانتظار
من السـؤال المخيف متى تـعود تلك الطيور إلى الديـار؟؟؟
من الاستماع إلى أصوات الهزيمة ومن دوي السقوط والانحدار
تعبـت فاغمرني بجناحين مـن أملٍ يعــيد حُلماً طويناه
واحـنو عليّ من صـقيع ً مللنا اللجوء إليه وكرهناه
وامـحو ذلك الذنب الـذي من أجله فـقدنا وطناً وأضعناه
اصغي إلى صـوتي من وراء البـحر يُنذر بالخطر
وأصـواتٍ مـن تحت الركام والموت تتوسـل القدر
وآهـاتٍ مـن وجـع الآلام والقـيد تبكي وتحتــضر
ولا تسـأل عـن سفنٍ تحمل أســرار البطولة منذ عصــور
تجوب البحار والأزمان مبشــرةً بأمطارٍ من عطورٍ وبخور
ورجالٌ من نارٍ ونور يحملون قلوب الآساد وشموخ النسور
إنـها قادمةٌ فموعدها محفور كالنقش في الأسفار والإنجيل والقرآن
في نبوءة موسى وتعاليم عيسى ورسالة محمد وفي صفحات الفرقـــان
فهيئ لهم قناديل من شمسً وأقمار فهديرهم سيزلزل التاريخ كالطوفان
أنا هنا على شـرفات الغربة أنتظرهم يخرجـون مع الفجر
بكوفياتهم الأسطورية يحملون بنـادق الحرية والنصر
ويتمتمون بأناشيدٍ للحياة ولرصاصة الثورة والحجر
دعني أمزق صخور الزمن من أجلهم ليمروا فوق أعناق الليل والجمــود
وأحفر لهم جداول من ماءٍ وغضب ليسقوا الوطن حُباً وخلود
فكم خبئت لهم في دفاتري قصائد مجدٍ وأكاليلَ من زهــرٍ وورود

حوار التناظر للكاتب د.مازن حمدونه

سيدتي ..
كلما مرت ومضات جفن عقلي على لوحاتك .. أرى أنى عاجز عن رحيل المكان .. وأدرك أني في حضرة المقام لحظة السكون .. تداعبه صور التاريخ وآهات الحاضر .. وانتظار المستقبل عله قريب .. عله قريب
كم عذبتني الغربة .. وكم عانقني الأسى ومراره .. واحتضنني الألم .. وفي كل ليلة انظر من نافذة الزمان علني اسمع صافرة عودة أحلامي إلى حيث فصل الحكاية .
اغتسل من آثام الزمان .. ألهو حول حديقة جدتي .. وانقش قصتي على صخور الدهر .. فكم كانت قاسية غربتي !!
حين يمتد ذراعي لامتشق بعض من معين الاشتياق .. تهطل دمعتي فيوقظني الحلم الذي عشقت فصوله بعدما تتحجر الجفون .. ويغمرني الهلع حين أرى أنى مازلت أضع رأسي على وسادة الأمس .
تبعثرت كلماتي .. مفرداتي .. ؟أوراق سجلاتي .. وبت على قارعة الزمان تقارعني الآلام ..أرقب طلة الفجر الذي غابت عني ألوان عشقه .. حين كانت تداعب جفوني من خلف أشجار الرمان .. بجوار شواهد تاريخ جدتي ..
دعني أسافر عبر التاريخ .. عبر تذكرة الزمان .. على جناح مفردات أحلامي .. فقد يكون في غفوتي .. حلم جميل يكفكف دموع جرحي 
انظر إلى وطني من نافذة اشتياقي .. ترى كم عذبني تعميده بالتنكيل والجراح .. كم طالت غربته استباحة أحشائه .
أرى الوطن في أم عيني .. وعيني مازالت ترصد سكونه .. نواحه .. عويله ودمعاته مازلت تطفو على الجسد بعدما زاده اشتياقي .
كم داعبني الحلم بالسفر عبر جناح الزمن .. أسافر معه إليه .. كالمتعبد في محراب النبي .. أطوف شوارعه كفريضة الحج ..
يا سيدي ..
هل سمعت رواية جدتي عن سنابل القمح ..وحبات الزيتون وعطر نورها .. وأريج المكان ريحان .. هل داعبك يوما أوراق عوسجها ؟؟
هل رقصت يوما على أغنية البيدر .. هل رقبت رقصات سنابل أرضها ..
هل سهرت تحت مظلة قمرها .. تسمع فصول حكايات الشعر والألحان والقصص ..
أتعلم يا سيدي كم جلست على محطات الزمن في انتظار وصول قطار عودتي ..
هل أتعبتك الهزيمة ؟ هل مزقك الانحدار ؟ هل تلوعت من تناقضات المفاهيم والأفكار ؟؟
ادعوك ان تغمرني بحلم يعيد الأمل ليوقظ رحلتي بعدما سقطت بوصلة الديار ..
هل يصلك أثير صوتي .. علك ترى بعقلك إني استغيث من تحت ركام ألمي ..من خلف جدار رسمته مخالب الجائرين على الديار .. علك ترقب صراع غرقي في بحر .. تضيع من بعدها الشراع 
إني مازلت .. أقف على شواطئ الزمن .. فقد تصل مع موجات القدر الهادر .. سيوفا .. خطتها مفردات الرحمن في الأسفار والإنجيل والقرآن .
أنا مازلت أقف على شرفات ربوة التاريخ علهم يصلوا .. فقررت البقاء مهما طال الانتظار.
إني مازلت انتظر لأسمع صليل سيوفهم .. أزيز الرصاص .. هدير مدافعهم والطائرات .
فاني مازلت انتظر بيارقهم .. لأضع النور في طريق ممراتهم .. علهم يمزقوا صخور غربتي .. افجر لهم ينابيع الاشتياق يرون منها بطون الثرى بعدما تحجرت من وهج الاشتياق .. عل الأمس القريب ينبت رياحين الغد ويعبق الكون أريجا بعدما طال الاشتياق ..!!..

هل تسمح لي ؟!

هل تسمح لي ؟!


هل تسمح لي ببعض كلمات رفضت أن تنصاع لأوامري رغم أني نهيتها وعاقبتها ووضعتها في ركن بعيد من قلبي وأوصدت عليها أبواب أفكاري وشرفات أحلامي ومع ذلك لشقاوتها وثورتها لاتزال تيقظني من نومتي وغفلتي لتسمعني أغاني الحنين إلى أرض جميلة تسكن في وطن ساحر عليه سياج من أشواك ونار ....
وتفتعل الضجيج في أعماقي لأقف معها على نوافذ الذكرى وننادي عليك بكلمات الشوق وبصوت جنوني كي تحملنا إلى تلك الأرض وتقتلع الأشواك وتطفيء النار ....
هل تسمح لي أن أصافح روحك المنهكة من البحث هذه الأيام عن مصباح علاء الدين وسط صحراء نكبة أبوابها محطمة لم يتبقى من ذكراها سوى كومة حزن وبقايا عذاب وحفنات رماد لاتزال جمرات اللهيب تستعر تحتها ...
هل تسمح لي أن أخبرك أننا أصبحنا مدن أحزان وأنهار عذاب وبحار غضب وبتنا نحتاج إلى بطل أسطوري ليحكم مدننا وأنهارنا وبحارنا !!!!
هل تسمح لي أن أذكرك بعهد الزمان وغدره وإغراءته التي تجعلك تقيم في قصور خرافية وتسير على بسط اللأليء والياقوت وتطير وترقص بلا حدود ثم تسقط من كثرة أوهامك فلاتجد غيرالأرض تستقبلك وتمد يدك فلا تلامس أصابعك سوى يد السراب ولاتقوى على النهوض  !!!!
هل تسمح لي أن أحذرك من الثقة العمياء ومرافقة الذئاب وعقارب الصداقة!!!
 فكيف تأمن أن تقودك تلك الضريرة إلى الطريق وهي تحيا في الظلام وتتعثر في خطاها !!
وكيف تتخذ الذئب رفيقاً وهو منذ قرون يفتك بالأنبياء والضعفاء والبؤساء والأطفال!!!
وكيف تحمل عقارب السم والنفاق والخيانة في جيبك وتجعلها قريبة من ذاتك !!!
هل تسمح لي أن أغرق في أحلامك وأبحث عن أجملها وأصدقها وأجلّها وأضعها في ضوء شمس الحقيقة كي تباركها وتجعلها ملكة على عرش طموحاتك !!
هل تسمح لي أنهي كلماتي بتقديم جميع الكلمات السابقة لك بكل محبة وتقدير ....
فيا أمير تلك الكلمات إليك هي لأنني مع قلوب كثيرة نبحث عن النصر ونرفض الهزيمة ... ونفتش في كوننا الكبير الذي نحلق فيه منذ أعوام عن شاطئنا المفقود لنرسو من وجع الغربة ومأساة الحزن الثقيلة ...
اسمح لي أن أضع كلماتي بين يديك وأترك لك الخيار في أن تنثرها حولك أو تعتقلها في درج مظلم أو تقرأها مرات ومرات لتتحول في ذاكرتك إلى ناقوس يدق في عالم ذاتك ...

تحياتي
ورد




همسة أسير

إلى جميع أسرانا البواسل في زنازين الاحتلال أهدي هذه الكلمات :
همسة أسير


من سجني
من خلف قضبان زنزانة
حيث الظلم والعتمة
وبرودة القسوة
وتجهم وجه سجاني
ودمعة أسىً عصيت على الانحدار فوق وجناتي
همس الشوق ياأمي   
كهمس النار في صدري
يا أمي كيف أحيا في قبر بلا أبواب
في سرداب
ظلام يلف أرجائي
وليل أسود يجاورني
يصادقني
يلاحقني
أهرب منه في دوامة حبسي
فيمد يديه ويقبض على عنقي
ويعصر بكفيه شرياني
يا أماه كيف أعيش أجيبيني
في منفى
في سجن
في قبو يفنيني
يثور الحزن في قلبي من الداخل
ويبكي الدمع في عيني يا أمي بلا حسبان
وأشعر بنشوة الثوار
وغضبة الأحرار
أحس حقيقة الثورة
وقوة الإنسان
ياأماه
شعور في أوردتي يتدفق مع دمي
يحييني
ويحميني
فأين يداك تحرسني
وعيناك ترضيني
أيا أماه أريد حياة
أريد نسمة الفجر أنشقها كل صباح
أريد الركض فوق ثراك ياوطني
وأحلق فوق حقولك الخضرا بألف جناح
سئمت تحجر القيد خلف جدارنا الصخري
أريد حياتي ياأمي بلا سجان
بلا أسوار
بلا ذل يهين كرامة الإنسان
أريد الحرية أشعرها كما الأطيار
أشتاق لعالمي  الوردي
إلى جدران منزلنا ..... إلى ضحكات أطفالي
إلى وجه يزف لي زهور أحلامي
يحملني إلى الفرحة
ويمحو جحيم معاناتي
أنا ياأمي
أتوق لوطن يجعلني أحيا بكرامة الإنسان
يظللني بسماء تسقط  الأمطار
وتنبت في صدري حدائق الأمان
يعطيني من سنابله بلا حدود
به أنشد حلمي الموعود
                                          ياأماه ضميني 
صليلي
وابتهلي إلى المولى ليحرسني ويحميني
لقد ثار الحُلم في قلبي من الداخل
من الداخل ياأماه
وأحسبه يذكرني بثورتي التي انفجرت
وانتشرت
وألهبت النار في أقدام أعدائي
وأنطقت حجارة العز في أكف أبنائي
وضربت كالإعصار أسوار الصمتِ
والموتِ
والكبتِ
وهاجمت سواحل الذئب  الذي جاء ينهشنا ويضربنا
ويغمد في أرضنا سيف القهر ...يحطمنا
ويثير الريح لينقلنا إلى المنفى
ويخرس حروف كلماتنا عن الشكوى
فألبسناه ثوب العار بزأرةٍ من الثورة
وأصبحت أسودنا تُرقص الأفعى
لكنهم ياأماه خانونا
وحطموا مصابيح الأمل فينا
نثرونا كفتات في الأرجاء
باعونا
وإلى شقاء العمر أهدونا
وبعد أن كنا نختال كالأًسد المزمجرة
 فوق هضابنا
وعلى أكمات روابينا
أمسينا والقيود بأيدينا
نهمس في ظلام السجن ونتوق لشراع حرية
إلى حفنة رصاص
إلى زناد بندقية
أنا يا أماه ثائر
لم أنسى
رغم جميع أنوائي
لازال هوى وطني بأجزائي
يروي عطش صحرائي
ويعصف كالريح بأجوائي
أنا أماه حُر فلسطيني
يأبى علاه أن يبقى حبيس جدران الظلمِ
ويتجول في عتمة الحلمِ
ويهمس للشوق كمهزومِِ
فبالله ياأماه قولي لي
إذا ماثار الشوق للدنيا... لأطفالي
إلى عيني أبي
إلى يديك ترقيني
هل أكتم الدمع الذي يبكيني؟
هل ابتلع غصة في قلبي تدميني؟
أدعي لي ياأمي
عسى المولى يواسيني
ويرحم عبرة ثائر تحرقني وتطفيني
فهذا السجن يفجر ثورة الأشجان
ويجعل الثورة في صدري كبركان
ويهمس الثأر في قلبي ياأمي
من الداخل
من الأعماق
فهل من يسمع صداه ياأمي
 ويهب لنجدة الأحرار
ويجيب دعوة الثوار؟؟

رسالة صباحية


رسالة صباحية ...


رسالة اخترقت حُجب الكون واستقرت في صندوق البريد متوسدة أكوام من الصفحات والأوراق والصور الملونة التي أصابها الضجر من البقاء لشهور وأيام وسط الظلام وأرهقتها ساعات الترقب و الانتظار .......
 ثيابها جميلة بيضاء , تتباهى برسوم الورد والزهر التي علت غلافها المتألق , وتزدان بكلمات معطرة برحيق الشوق والعتاب , حبرها صافٍ تلتمع به الحروف وتنساب برقة وعذوبة وعباراتها تحمل عبق أنفاسك وروحك .....
كل مافيها أنيق ورائع يختال بنعومة على صفحاتها الثمينة التي وضعت عليها شذىً من قطرات الحب ونثرت بين كلماتها أحلى الأشعار ....
لم تترك جمالاً في الدنيا إلا وغمرتها فيه فغدت بين يديك أميرة أسطورية تحمل إحساسك ومعانيك وأهدافك وحكاياتك وتمسك بعصاها السحرية لتحول حروفك إلى آياتٍ بينات مرتدية أثواب الرحمة والغفران والتسامح !!!
تنطق بهمساتٍ ملائكية وتتغنى بألحانٍ شجية , وتذرف عبر خطوط أسطرها دموع الندم والتوبة ....
لقد تسللت هذا الصباح من بين الأوراق والرسائل لتستقر بين أصابعي التي اشتعلت من جمر نارٍ استقرت منذ زمن داخل حنايا الذاكرة بعد أن احترق القلب من قسوة الخديعة واكتوت الروح من لهب الفراق والحزن , فاتقدت رسالتك وتحولت إلى رماد ....
فالزمن مضى والرسالة تأخرت وسيتغير العنوان !!!    
   

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar