شكراً لثرثرتهن
!!!
في كثير من الأحيان إن لم تكن معظمها كانت ثرثرات من قابلتهن في حياتي مبعث سخرية واستخفاف عندي لما يتناولنه من أمور لاترقى إلى مستويات المجتمع المثقف النبيل بفكره وحواراته والذي يسمو
بمشاعري ويربي فيّ إحساسات وقيم مميزة وخاصة ....
ولاأنكر
أنني كنت أُستفز كثيراً من أقوالهن إلى حد الغضب الشديد الذي يجعلني أقطع علاقتي
معهن تجنباً لاستفزازاتهن أو أتجنب الحديث والمكوث معهن في مكان واحد قدر الإمكان
, مع أنّ ظروف العمل تقتضي مني ومنهن أن نتلاقى كثيراً ....
كنّ
دائماً في نزاعات وإشكالات وخلافات على أمور غاية في البساطة , لاهمّ لهنّ في هذه
الحياة سوى الصعود بوسائل رخيصة من النفاق والتشويه والنميمة بحق الأخريات إرضاءً لطموحات أو تنفيساً عن أحقاد
أو نتيجة أمراض نفسية خفية لاتظهر للآخرين إلا في حالات محددة ليتفاجأ الجميع
بشخصيات أخرى تتسلل من أجسادهن لنرى مدى بشاعة من كنا نعتقد أننا على معرفة تامة
بهن !!!
وحججهن
الغريبة أو لنقل حجة هذا الزمن العجيب الذي نعيشه مرغمين أن ّ الوصول إلى الهدف
ينبغي أن يكون دون النظر إلى من حولك حتى لو دستهم بنعليك أوقتلتهم بيديك ولسانك
أو أبعدتهم بطرقك الملتوية ....
وأولئك
الثرثارات بات المجتمع مليئاً بهن وأصبحن يتكاثرن بشكل مفزع ومخيف إلى حد الكارثة
الاجتماعية الخطيرة!!!!!
فلم
نعد نجد تلك المرأة الرومانسية أو الراقية اجتماعياً بأسلوب تعاملها المهذب مع
الآخرين إلا في الزوايا النادرة من البيوت الأصيلة .....
نتمنى
أن نصادفهن في حياتنا لنقل أنّ الدنيا لازالت بخير وأنّ النقاء ولو أصبح نادراً في
جونا الاجتماعي الملوث إلا أنه ثمين وضروري كي نشعر بإنسانيتنا كبشر , ومع ذلك أنا
مدركة أننا لسنا ملائكة ولسنا شياطين وجميعنا نحمل من الإثنين سلوكيات بنسب مختلفة
أحياناً تطغى الطيبة الملائكية على بعضنا وأحياناً تسود الأفعال الشيطانية على
البعض وهناك من يعمل طوال حياته على تهذيب نفسه وترويضها كي لايسقط في حبائلها
الشيطانية الماكرة ....
وهاهي
نفسنا تحمل طهارة وجمال الملائكة وبشاعة الشيطان والقوي منا من ينتصر على الشيطان
الذي بداخله كي لايؤذي نفسه أو الآخرين مهما صدر منهم تجاهه من مكائد ...
لقد
أصبحتُ في هذه الأيام أتقبل وجود الثرثارات اللواتي أقابلهن لأنهن بتن يعطينني دافعاً قوياً
كي أقاوم الشيطان بداخلي لرؤيتي مدى بشاعته في تصرفاتهن وأعمالهن فشكراً لهن ؟؟؟؟