كلمات عابرة سبيل !!!
أصبحت الكلمات بلا
معنى
والحروف صامتة كحجارة
الأرض العطشى
يعلوها تراب الفراق
وتحرقها نيران سنوات
البعاد
حتى الذكريات غدت
كالدخان تطير في صحراء اليأس
لتترك براعم حب مهشمة
وعرائش روح محطمة
بلا لونٍ
أو طعمٍ
أو رائحة
أصبحت الكلمات باهتة
بعد أن ذابت في بِركة الانتظار
فلم نعد نحن الاثنان
نفهمها
ولم نعد نستطيع
قراءتها
تحولت إلى طلاسم
ممزوجة بعدم اليقين
لقد تآلفتُ الجلوس مع
عابري السبيل
واتخذتُ من الرحيل
صديقاً
يعبرُ بي مشارق الكون
ومغاربه
واصطحبه نحو عوالم
بعيدة عن أرض واقعنا
التي امتلأت بالخوف
والدم والانكسارات
وبتُ فيها غريبة في
جزر منفية
أتلظى على رمال
شواطيء الانهزام
كيتيمةٍ سلبوا من
هوائها الروح والضمير
وكبلوا كلماتها
بأصفاد الحزن والأنين
غدوت عابرة سبيل
اتدثر بثوبٍ لايقيني
من تقلب الفصول
ومن غدر النفوس
ومن خيانة الزمان
والإنسان
فيا رجلاُ عبرتُ
يوماً في أجواء كلماته
وتجولت في مدن حياته
لاتلمْ العابرين
الحالمين
الباحثين عن الوجود
تحت أمطار الأحزان
وتحت ظلال الخوف
كنتُ يومها عابرة
سبيل ومازلت
حتى كلماتي الأبجدية
وهمساتي وكتاباتي
كانت ومازالت عابرة سبيل !!!
تبحثُ في كل زوايا
الدنيا عن وطنٍ تجتمعُ فيه أحلامها بلا رحيل
وتقيم فيه أمنياتها
بلا فزعٍ من السقوط في وادي الشتات السحيق
عابرة سبيل ياصديقي
كنتُ وسأبقى
وجدتكَ يوماً
وأضعتك أعواماً
وبحثتُ عنك زماناً
لأحرر نفسي منك
وأُحررك من طيفٍ عبَر
وعبق وردٍ تلاشى
واندثر
خلفَ الكلمات الباكية
والأحداث العابرة