همسة
لم تستطع تلك السنوات أن تمحو ذاك الأثر الذي نقشته الأقدار على جدار
حياتي , فالأشخاص المميزون الذين نلتقي بهم هم فقط الذين يبقون كنقشٍ جميل على
شغاف الروح لتزداد بهم ألقاً .
لقد انتظرت على بوابات الحزن وطرقات الفراق أعواماً كلما كان عام يمضي
يترك جرحاً مؤلماً في قلبي , ومع توالي الأعوام يزداد ثقل جراحها في صدري ,
ويتراكم صدى ألمها في أرجاء روحي ....
وحدها تلك الحبال الذي رسمتها بين السماء والأرض تحميني , أصعد بها
إليك كلما هبت نسائم الشوق والحنين وكلما شعرت بقسوة الغربة وبرودة الوحدة وطعنات الأيام
التي تنطلق بدون رحمة أو شفقة ...
وحدك كنت على الأرض أماناً وأصبحت في السماء ملاذاً , وأجمل شيء أنّ
الأيام تمضي وتمضي نحو نهاية تقربني أكثر من اللقاء بك .