لأنني أحببتك ...
لأنني أحببتك كان لابد من أجتاز عدة اختبارات , أن أتحول إلى طفلة
تلهو في حدائقك بعفوية , تضحك , تبكي ترسم لك قلوباً وتقطف لكَ وروداً , تخربش على
أوراق الحياة بكلمات لايفهمها غيرك !!
وأن أجلس لساعاتٍ طويلة أترقب المساء لأنسج عبر المدى بيني وبينك
خيوطاً من حرير الهمس حتى تتلاشى كل حواجز الزمان والمكان التي تفصلنا !!
أن أُصبح شجرةً تُرمى بحجارة الظنون والفضول وتعصف بها عواصف المكر تهز
أغصانها حتى لم يبقَ من أوراقها سوى وريقات ذابلة يمسك بها الحزن واليأس والفزع كي
لاتقع وتبقى شاهدةً على انعدام الحياة بأوصالها !!
أن أجتاز بحر الفراق بأمواجه المخيفة وأعاصيره التي تتقاذفني عبر
مرافيء مظلمة وأقف وحيدة فوق براكين حجارته أرتعش من ذاك الشيء المجهول الذي
ينتظرني !!!
فحُبك أدخلني طرقاتٍ وزوايا ودهاليز لم أعهدها وحلّق بي في فضاءات
أجهلها ورسم لي متاهات أبكتني لأنني جهلتُ حلّها!!
لأنني أحببتك ضعتُ بين تلك الاختبارات ولم أستطع الصمود فأنتَ لم تمد
يدك إلي ولم تنقذني من تلك الحيرة والطلاسم المرسومة بيني وبينك ؟!!
وقفت وحيدة أترقب حضورك فلم تأتِ!!!!
وأنتظر طيفك فلم يظهر !!
فعرفتً متأخرة أنّ كل ما مرّ أمامي كان وهم حب لم يكن لكَ فيه سوى خيال
جال في عالمي ثم اختفى كأنه حلم دسته الأقدار في حياتي لتمعن في تعذيبي!!!!!