حكاية شعب
محاصرون , يمشون على جمر المؤامرة , تحيطُ بهم
ألسنة النار وأسوار الظلم والسّجان
وفي قلوبهم ثأرٌ يتأجج كل حين وفي عيونهم أملٌ
وتحدٍ لا يلين
في أجسادهم دمٌ أصيل , عناصره من القداسة
والإباء والصمود والكرامة والكبرياء , هو ميراث حضارات وبطولات وفداء , لذلك كلما
سقط منهم شهيد ولامس دمه تراب وطنه ينبتُ آلاف الأبطال , آلاف الأحرار , آلاف
القديسين ....
مشاهد ثوراتهم لاتُنسى مكتوبة في صحف الأيام
والتاريخ تحت عناوين العزة والمجد
والتضحية , يعشقون وطنهم ومدنهم وحريتهم , لا يتوقفون عن الغضب من أجل أرضهم
المحتلة ومساجدهم وكنائسهم الحزينة وأشجار
زيتونهم وبرتقالهم الأسيرة
يفجرون زلازل الثورات رغم ضباب الحياة في سمائهم
وفوضى الأحوال من حولهم وسواد الخيانة والتخاذل في قلوب وألسنة الحاقدين في زمانهم
...
يدافعون عن وجودهم بحجارة مدنهم الثائرة ,
ويغرزون الرعب في قلوب أعدائهم بمِدى ثأرهم وبنادق ورصاصات غضبهم المتمردة
إنهم رجالٌ أحرار صامدون , شامخون , لهم عزيمة
المروءة وقوة الحق وبسالة الأبطال
وفيهم شباب المستحيل , طيور الفينيق الذين
يصنعون أساطير مجدٍ كلما اشتدت بنا وبهم أطواق الظلام , ليضيئوا لنا الحياة
ومنهم أمهاتٌ صابرات محتسبات وأخواتٌ مرابطات
ثائرات , من سمو إيمانهن وعمق أصالتهن تخرج أجيال البطولة , ومن فيض دموع أحزانهن على الراحلين يصنعن
دروب الحرية والنصر
يبدعون في ثوراتهم السامية نحوَ العُلا ,
المُختالة بزهوٍ في كتب التاريخ وأوراق الصحف والأخبار
وكيفَ لا يكونون الثائرين الأحباء الأعزاء ,
الشرفاء الأنقياء , عناوين الفخر والسمو والكبرياء ؟!
كيفَ لا يكونون رجال الحق والفداء
وشباب النصر والإباء
وأطفالَ حجارة دكوا حصونَ المحتل و حملوا رايات
أجدادهم وآبائهم ورفعوا اللواء ؟!
كيفَ لا يكونون ثوار حرية , وفلسطين وطنهم
وشهداء حق والقدس مدينتهم
وعنوان نخوة والأقصى مسجدهم ؟!
كيف لايكونون جبارين بصمودهم وتضحياتهم وثأرهم
وبأسهم وولائهم وإخلاصهم وفلسطين أرضهم ومهدهم وتاريخهم وعزتهم ؟!
هم شعب فلسطين , وهذه الأرض المباركة موطنهم من
فجر ميلاد الأرض إلى أن تهرم الأرض وتتفجر قيامتها .