قضيتنا إلى أين
؟!!
أشعر باليقين الذي
حاولتُ جاهدةً الإبقاء عليه في أعماق ذاتي بدأ يذبل ويذوي , وتلكَ البطاقات
الملونة التي قدموها لنا وكتبوا عليها أقوى كلمات الوطنية والنضال والفداء بدأت
ألوانها تبهت , فحكايات الهجرة البائسة التي أٌجبِرَ عليها شعبٌ بأكملهِ لم تستطع
كل أدوات التسكين في العالم أن تُهديء من آلامها في صدور وأرواح من عاصروها ونقلوا
مرارتها إلى أجيال وأجيال , وكيفَ تهدأ وتستكين الرّوح ونحنُ على مدار أعوامٍ
وشهورٍ وأيام ندفع أثماناً باهظة نتيجة تعلقنا بآمالٍ وأوهامٍ وشعاراتٍ وخطابات !!
كلما نثروا فقاعات
الأمل في سمائنا وأوهمونا أنها الحل والطريق للعودة نصحو على خيباتٍ أعمق وأكثر
خسارة وفداحة , وكلما ثارت أجيال على القسوة والظلم والمؤامرات تٌخمد تلكَ
الانتفاضات والثورات بقتل التحدي وقنص الصمود , وأسرْ البطولات ...
كل الحروب التي
يشعلونها على امتداد كرتنا الأرضية تمتد يدها الآثمة إلى أماكن وجودنا لتحطم وتدمر
كلَّ أثرٍ لنا وكأنها توقد من أجسادنا وحياتنا وأرواحنا كي تستمر في نشر شرِّها في
كل مكان وزمان
والمؤامرات
والصفقات المشبوهة لايحلو لها النمو والبريق إلا إذا قامت على إزالتنا ومحونا من
هذا العالم وبتوقيع وتصفيق ذوي المصالح والمنافقين المنتفعين
لقد غدت قضيتنا
تترنح وكأنها سُقيت بخمر التصفية والتخاذل , ونحنُ مابين تائه في مدن الشتات
وعواصم الضياع وبين من يقاوم بحجارةٍ وطائرات ورقية لأنَّ السّلاح لم يعد يُستخدم
إلا وفق اتفاقيات دولية ؟!!!
وها نحن ننتظر
صفقة العار التي روجوا لها من أشهر ليلجموا أحلامنا وأمنياتنا ويحولوا أنظار
حلمنا بالعودة لوطننا إلى سراب ووهم وخيال ويغلقوا كلّ الأبواب أمام
الثورة والحريّة والنصر تلكَ الأمنيات التي دفعت الأجيال أثماناً باهظة للحصول
عليها وكنّا نتغنى دائماً بها ونفخر ونحن ننادي بالمقاومة في سبيل الوطن بأنّ
ثورتنا ثورة حتى النَّصر , شاءَ من شاء وأبى من أبى !!
فهل مازلنا هذه
الأيام نحنُ أصحاب القرار , أصحاب القضية , أصحاب الوطن , شاء من شاء وأبى من أبى
, أم نصمت ونعتذر من الشهداء والأسرى والمهجرين والمشتتين والتائهين والمحطمين
ونقول كانت مقاومتنا وثورتنا رهينة الأحلام والشعارات وهي اليوم رهينة الانقسام
وإرادة مصالح الدول الكبرى إن شاءت كُنا وإن شاءت ضعنا ؟!!