ذاكرة الوطن
لايكون للكلمة ثمن وقيمة وأهمية إلا إذا عانقت حروفها سماء و أرض وبحر وهواء الوطن , وكان حبرها من مائه الطاهر ورسمها هو امتزاج بين عراقة وأصالة ماضيه , وواقعية حاضره بمختلف مايعتريه من مدٍ وجزر , وصعودٍ وهبوط , وبين إشراقة مستقبله وآماله التي يتطلع إلى تحقيقها ..
والمسؤولية هنا كبيرة تقع على عاتق من يكتبون وخاصة فيما يتعلق بهموم ومشكلات وشجون الوطن , فالوطن أكبر من الجميع والكل هم صغار أمام عظمته , لذلك ينبغي أن يكون هناك صدق وعدم تزييف للحقائق , ويجب أن لاتكون الكلمات وقوداً للتأجيج أو أداة لتمجيد أشخاص على حساب مصالح الوطن الكبرى , فالعظماء لاينتظرون من هذا أو ذاك أن يعلو بهم أو يدافع عنهم , لأنّ أعمالهم ومايقدمونه من مواقف مشرّفة لأرضهم ووطنهم وشعبهم يكتبه التاريخ بكلماتٍ من نور الحقيقة على صفحات الزمن تلقائياً وبدون مقابل !!! ..
لقد خلّدت الأوطان على مرّالعصور الكثيرين ممن أخلصوا لها وأحبوها ورفضوا أن يتركوها بين براثن الشر والأشرار , وشهرّت بمن خدعوها وباعوها وقدموها للأعداء من أجل عرشٍ زائل , فللوطن ذاكرة لاتنسى , وغضبةً لاترحم , وقلباً لايغفر , وكرامة لاترضى أن تحيا بين جدران الهوان للأبد , فليتنا جميعاً نتقي غضبة الوطن ونرحم قلبه ونفديه بالغالي والثمين ليبقى حُراً كريماً فنسمو بذاكرته التي لاتمحو ولاتتجاهل ولاتموت ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق