عـفواً ســـــيدي
قد يكون حبك هو أول عاصفة استطاعت بذكاء أن تتحين الفرصة لتتسلل إلى قلبي فتعيث بأنحاء جسدي تغيرات كبيرة , أزالت ركام حزنٍ من هنا وكومة ألمٍ من هناك , مزقت أجزاءً من ستارةً قاتمة اللون علقت ذات زمن على روحي وأبت أن تفارقها فتعايشت معها مرغمة لأنني لم أشعر منذ ذلك الحين بظمأ للحياة المشرقة التي كنت أنظر إليها بفتور من نافذة الأيام .
لقد كنت تسدد وتقصف وتناور وتحاور تلك المجهولة الغامضة التي تختفي ملامحها وراء ذلك الوشاح الذي أسدله الزمان على عالمها وأوقاتها وأحلامها وعمرها , ولطالما اختفيت وراء تلك الفصول المتعاقبة كي لاتشعر بالهزيمة وكي لاأزداد اختباءً وتوارياً عن ناظريك ....
أحسنت ياسيدي باتباع خطتك الذكية , عندما حولت نفسك العاصفة القوية إلى نسمات ناعمة ,فتسللت بنجاح إلي ومالبثت أن عُدتَ إلى عواصفك العاتية من جديد !!
أحدثت تغيرات محوت شيئاً وأضفت أشياء ومع ذلك لم تستطع أبداً أن تجعلني أسيرةً لك , فهناك جدار لم تراه رغم كل قوتك ورغم ماتمكله من قدرات نافذة , جدارٌ عصي لاشكل له ولالون ومع ذلك فهو يقف بيني وبينك , كما يقف ثلج الشتاء بين نار الصيف وعطر الربيع حتى لاتحرق القسوة الجمال فتصبح الدنيا سوداء كريهة ...
عفواً سيدي فرغم برودة الحزن والآلام والوحدة التي كانت جبالاً من ثلج على أسوار حياتي , فقد أحببتها الآن لأنها استطاعت أن تحمي ماتبقى لي من أفكارٍ وذاكرة ونقاء من عواصف نارك التي رأيتها تحرق كل شيء حتى أنت !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق