مكان الانتظار
لازلنا نقف في مكاننا ننتظر شيئاً ما , تمرّ بنا الأزمان والأيام , وتتبدل
الأحداث والوجوه
تهطل أمطار وتُثمر أغصان وتتساقط أوراق , وتُزهر براعمٌ وزهور ونحن
ننظر إلى المدى لعل ذاك الشيء يأتينا من خلف التلال وضباب الأفق !!
كل ماحولنا يتغير صعوداً وسقوطاً !!
موتاً أو حياة !!! دمعةً أو ضحكةً !!!
وتتبدل الأحلام والقلوب والأهواء إلا شيئاً لايمكننا أن نمحوه
من أعماقنا وذاكرتنا
حُلم , أمنية , رغبة لاأدري ماذا أُسميه ؟فهو أصبح معتقاً ثميناً مع
مرور السنين ...
أصبح أكبر من الأحلام والأمنيات والرغبات
أصبح فوق كل روايات النصر
وقصص البطولة
وحكايات الزمان ....
إنه وطنٌ انتظرنا كثيراً وحملناه في دمائنا أعواماً وأجيالاً فأصبح
يسري فينا كالماء والهواء والحياة
انتظرنا هو ونحن ننتظره في زمنٍ يرسمه الفرسان ويكتبه الثوار ويحمل
فيه أطفالنا أقواس النصر ويسيرون في طرقاته العتيقة التي كانت يوماً ملعباً لمن مرّوا
وراحوا ورحيلاً لمن هاجروا وعبروا , وساحاتٍ لمن ثاروا وغضبوا ...
لازلنا ننتظره وسنستمر في أمكنتنا المتناثرة ننتظر وإن تبدل كل
ماحولنا وتعاقبت في سمائنا الأزمان والأيام ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق