الاثنين، 1 أبريل 2013

ضوء شمعة


ضوء الشمعة



أصبحت أراك جيداً
وأفهمك كثيراً
وأشاهد كلمات عينيك بوضوح 
وأسمع بوح قلبك والروح
لقد تلاقينا في زاوية الحقيقة
لم أختبيء أنا
ولم تتوارى أنت
أصبحنا وجهاً لوجه
جلسنا متقابلين للمرة الأولى 
نحتسي جميع الذكريات بصمت
وترتجف الحروف فوق شفاهنا المتجمدة
كان المكان شديد البرودة
وظلال المغيب تنساب فوق جسدينا بهدوء
رهبة اللقاء أنستنا رهبة المكان والزمان
كم كتبتُ عنك !
وكم سافرتُ عبر المدى لعينيك!
مئات الرسائل حملتها النسائم إليك
وآلاف الثورات قادتها العواصف إليك
وحدك صمدت في وجه نسائمي وعواصفي
تجرعت كؤوس شهدي ومُرّي بذكاء ومهارة؟!
انتظرت معي الشمس
ورافقتني في مواسم الدموع والرحيل
تجولت بين حروفي وكلماتي 
ودخلت بذهول إلى سراديب الشياطين
ونمت بسلام في قصور الملائكة
حولتك إلى طفلٍ يخربشُ بلغةٍ غامضة
على جدراني
يبتسم لحكاياتي الأسطورية
ويبكي لأحداثها المأساوية 
وجعلتك رجلاً يشرب كل صباح كؤوساً من القهوة 
ويدخن صناديقاً من الدخان
يقرأ صحف الأخبار والسياسة 
ويُبحر في عالم الإغواء والأحلام
لاأدري كم من المرات ألبستك ثياب الناسك
وكم من المرات وضعتُ في يديك سيف الشيطان !!!
أعوامٌ وشهورٌ وفصول مرّت 
وأنتَ تخرج من بين ركامي وحُطامي 
تحمل لي ورداً وسنابل وأمنيات
تأخذني من مدينتي المظلمة إلى مدن العالم
تمسك بهذا الطيف الغريب بحنان
كي لايتلاشى في دوامات الخوف واليأس
كان اللقاء بك يختفي وراء سحبٍ وضعناها سوياً 
وحولناها إلى أسوارٍ وجُزر بعيدة 
لم أكن أتوقع أن يرسو كلانا على شاطيء واحد
ونقف في زاوية لم يخطط أحدنا للوقوف بها 
عرفتني وعرفتك 
واختفت جميع الأصوات من حولنا
وحده ضوء شمعة أضاءها مجهول بيننا 
أشعل نار الشوق 
وأضاء أرصفة الميناء 
كي أعبر بك وتعبر بي فوق حجارة الحقيقة 
لنصل إلى تلك الأرض التي لأجلها 
أحرقنا الأوراق والعيون ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar