السبت، 4 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الرابعة )

همس على ورق الزمن
( الهمسة الرابعة )



ونحن ننظر من نوافذ الأيام على تاريخ النكسة التي حطمت كل آمال العودة وفجرّت أولى براكين الفتنة التي لم تخمد منذ ذلك الحين بل ازدادت تفجراً وعُنفاً وقسوة استحضر كلماتٍ قليلة لشاعرٍ استشف الرؤى للمستقبل وهو في حضرةِ حاضره المؤلم , إنها كلمات الباقي في ذاكرتنا وقلوبنا للأبد ( محمود درويش ) :قال لي:
هل حزيران ذكرى؟ فقلت: هي الجرح
ينزف حياً وحيا, ولو قال صاحبه: قد
نسيت الألم!
ونحن ياشاعر وطننا الذي تسري حروفه في أوردتنا فنتنفس بها الحياة نقف اليوم وكلنا ألم , ونجلس وكلنا أسف , وننام وكلنا حنين باكٍ على أحلامٍ ضاعت في متاهات المجهول ؟!

الجمعة، 3 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الثالثة )

همس على ورق الزمن

الهمسة الثالثة

اعترف أنّ الأيام هي المعلم الوحيد للإنسان , فمن أخطائنا وتجاربنا وهفواتنا نتعلم , ومن مشاهداتنا لتلك الأحداث التي تقع على مسرحها الكبير نأخذ العبر والدروس ...
أحياناً تقسو علينا لأننا لم نفهم ما تقدمه لنا على مدار ساعات الزمن فنكرهها !!
وربما تنهال علينا بعصا الهموم والأحزان , تلك العصا الشديدة الألم فنحقد عليها !!!
لكننا ومع هول مانراه فيها سواء كنا نحن المتسببين به أو أقدارنا فإنّ لمسة حانية من المحبة أو الفرح أو الأمان تنثرها علينا بين الحين والآخر تجعلنا ننسى كرهنا وحقدنا عليها , بل هناك من يشكرها على تلك الضربات التي تصلح من اعوجاج أمورنا وتحولنا إلى دنيا جديدة من الصفاء والنقاء .

الخميس، 2 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الثانية )

همس على ورق الزمن

الهمسة الثانية

لماذا في كل حكاياتنا الإنسانية يكون هناك دائماً حريقٌ ونارٌ ورماد ؟!
هل لأنّ بعض النفوس البشرية تأبى أن ترى هناك من يحيا في سلام وأمانٍ وربيع وابتسام ؟! أم لأننا لابدّ أن نتقلّب بحياتنا كانقلاب فصول السنة , ونتغير بتغير الأيام والأعوام ؟!!!
إنّنا فعلاً نشبه الفصول بكل مافيها من تناقضات وانقلابات , منا من يبدأ حياته بصيفٍ عنيف حارق ثم يجتاز كآبة الخريف وبرودة الشتاء ليصل إلى الربيع والفرح !!!
ومنا من يبدأ بالربيع والزهو والطمأنينة ثم ينتهي بالاكتواء بنار حريق الصيف والنكبات والمصائب التي تحول الكثيرين لشدة قسوتها إلى رمادٍ تتناثر فيه الأرواح في مهب الضياع !!!
ومنا من تكون بداية حياته جامدة لاروح فيها فتأتيه أيام الربيع لتحوله إلى إنسانٍ جديد ثم يفاجئه لهيب الزمن فيحرق الكثير من آماله وأحلامه ليصل سريعاً إلى الخريف فينتهي هناك !!!!!
وهناك من يكون في خريف الحياة يعيشُ على ذكرياتٍ مخبأة في زوايا الوجدان تحركها رياح تهبُّ من صقيع شتاء الأحزان , إلا أنّ أيام الربيع الآتية من مروج الجمال تحمل له هدايا من الحب والدفء والقوة ولو جاءت متأخرة بعض الشيء, لتبعثُ في كيانه حياةً مختلفة تجعله يجتاز نيران صيف العمر بكل سلام!!!
إذن لاينجو أحدٌ منا من المرور على تلك الفصول المتقلبة للحياة وماتحتويه من سعادةٍ وشقاءٍ وهموم , وماتخبئه من مفاجآتٍ سارة وتعيسة ....
فلننظر نظرة واقعية لكل مايمرُّ بنا , ولنحافظ على الأمل في أعماقنا فلولاه لاستطاع أعداء الحياة أن يحولونا إلى طعامٍ للفناء فننتهي في جوف الموت والعدم كأننا لم نكن يوماً أرواحاً وقلوباً تستشف البقاء من نسمات هذه الحياة .

الاثنين، 30 مايو 2011

همس على ورق الزمن

همس على ورق الزمن

الهمسة الأولى

كما للزمن حلاوةً ومرارة هناك همسات على أوراقه حلوة ومُرة , تُرى لو أحصينا بعد انتهاء أوراقنا كم عدد المرات التي تذوقنا فيها شهد الحياة وعدد المرات التي تألمنا وحزنا فيها من مذاقها المُر , كم ستكون النسبة ؟!!
وهل المشيئة الإلهية لها النصيب الأكبر في تلك المعادلة ؟ أم الحظ وسوء تقديرنا للأمور , وعدم معرفتنا بطرق هذه الحياة التي تجعلنا نتعثر ونقع وننهض ونسير ونقف ونُبحر في بحار الهموم التي لاشواطيء لها سوى صخور الندم والانكسار ؟!!

الأحد، 29 مايو 2011

وطنٌ هو لنا

وطنٌ هو لنا ....

هل جرّبت يوماً أن تعيش في وطنٍ ليس لك ومدنٍ لاتنتمي إليها , وتستنشق هواءً لاتستسيغه وتنظر في وجوه لاتعرفها وتمشي في طرقاتٍ من حجارةٍ وأوحال ؟
هل ظمأت يوماً إلى الأمان فلم تجد ماءً يروي عطشك , وبحثت عن الرحمة لتسد جوع نفسك التي طال بقاؤها في أودية الظلم فاكتشفت أنك في صحراء الحياة القاسية حيث لاماء ولاطعام ولاأمانٌ أو رحمة؟
هل استيقظت صباحاً على نعيق الرحيل وبكاء الغربة , ونمت مساءً على صخور الوهم لعل السماء تهبك حُلماً جميلاً ؟
هل تقابلت مع الحب في أحيانٍ كثيرة ومدّ لك يده ليصافحك فابتعدت عن طريقة متعمداً لأنّ قلبك تراكمت فيه أحزان الفراق ودموع الانكسار في رحلة بحثك المتعسرة عن وطنك المفقود التي رأيت فيها كيف يموت الحلم في مهده , وينهزم الأمل بالوعود المخادعة , وتبكي العيون حسرةً على من ذهبوا وهم واهمون؟
إذا جرّبت كل هذا فأنا وأنت لابد أن نلتقي على طريقٍ واحد حفرته منذ أعوام قطرات دماءٍ زكية , وأرواحٌ شريفة , ونفوسٌ كبيرة آمنت أن هذا الدرب هو الوحيد الذي سيوصل من يدركه ويعثر عليه إلى بوابات وطنٍ سلبونا إياه وجعلونا نتوه في ضباب الأحلام والأوهام , كي لانراه
طريق سيجعلنا ننتصر على كل ما كابدناه من عجز وخوف وحزن وآلام , ويهبنا عزة الحياة في وطنٍ هو لنا ...... .

الجمعة، 27 مايو 2011

خبئني

خبئني

أحاول أن أستعيد ذاكرتي الجميلة من بين رماد احتراق العمر ومن زوايا الحزن المظلمة فأجد أن جميع قواي لاتستطيع أن تنقذها...
حتى مدن الحب والشوق التي بنيناها على ضفاف ذاك الشاطيء الذي التقينا عليه لم يتبقى منها سوى بقايا من حروفٍ غامضة وكلماتٍ لايُفهم معناها .....
فخبئني داخل أسوارك من الضياع لعلي أعثر على سنابل خضراء في حقولي الجافة تحيي في أوردتي الحياة !
وامنحني من فيض نبع الحنان الذي يسري بين يديك قطرة رحمة تُعيد لي ذاكرتي وعنواني وأحلامي التي فرّت هاربةً من عواصف الغربة وقسوة الحنين وألم الفراق .

الأربعاء، 18 مايو 2011

أدمنت روحك

أدمنتُ روحك

ليس من المعقول أن أتنفس الفرح والحب والحياة دون أن تكون متسللاً بخفاء إلى نسماتها , فقد أمست كلّ ابتسامة هي أنت , وكل حنينٍ غامر هو أنت , وكلّ ذكرى حبٍّ هي أنت
أنت كلَّ الأحلام والأوهام
وكلَّ الأيام والساعات والتواريخ التي تختال بكبرياء من الماضي إلى المستقبل
أنت كلّ شيء , وبقايا من شيء
دموعٌ وضحكات
ورودٌ وأشواك
لقاءٌ وضياع
دواءٌ وجُرح
لقد جمعت في قلبك وروحك كلّ المتناقضات فأصبحت ذلك المجهول الذي يسكن خفايا الروح ساكباً في أجوائها عطره الخاص الذي لامفرّ من عشقه وإدمانه!!!

الخميس، 14 أبريل 2011

أحلام محطمة

أحلام محطمة ...



بعد أن رتبت أمتعتها بعناية داخل حقيبة السفر تذكرت أحلامها الجميلة الرقيقة , حملتها بحنان
بين يديها ووضعتها بهدوء داخل علبتها الملونة لتستريح كأميرةٍ متوّجة بين أمتعة الرحيل ..
غادرت مسرعة نحو الطائرة , حلّقت في سماء الأمنيات حتى وصلت إلى مرفأ الغربة الموعود هناك تاهت وسط عجلات الوقت وزحمة الحياة وشقاء البعد وفوضى الناس وقلق الركض نحو المجهول ونسيت تلك العلبة التي وضعت فيها أحلامها قبل أن تغادر وطنها , فلم تتذكرها إلا وهي تحزم حقائبها من جديد للعودة بعد أن أصبحت وجهاً تعلوه تضاريس الغياب المضني , وفكراً تنهشه هواجس الخوف والوحدة , وقلباً تحجرت فيه المشاعر والعواطف , وروحاً تهيم بحثاً عن الأمان ...
بحثت عنها فلم تجدها وسط تلك الأكداس التي امتلأت بها الحقائب , فتوقفت عن البحث , وعندما وصلت إلى ذلك المكان الذي تركته منذ أعوام طويلة أجالت نظرها في زواياه المتآكلة وأثاثه القديم , وعادت بها الذكريات إلى ذلك اليوم حيث أغلقت باب منزلها وأسرعت نحو عالم جديد حاملةً أحلاماً رائعة جميلة لم تفطن إليها طوال سنين غربتها !!
ركضت مذعورة نحو حقائبها المتراصة تفرّغها بحثاً عن تلك الأحلام فوجدتها داخل العلبة تأن من الشحوب والضعف , وقد علتها طبقات رمادية من غبار الزمن...
صعقتها المفاجأة وأصاب عقلها الذهول ولم تعد يديها تقوى على حمل علبة أحلامها القديمة فسقطت على الأرض التي ولدت عليها منذ سنين مضت وتحطمت وأمست بقايا مهشّمة
نظرت إلى ذلك الحطام الذي أصاب أحلامها وانهمرت دموع الانكسار والانهزام والحسرة من عينيها لقد أدركت أنّها عاشت وهماً وسراباً بينما الحقيقة كانت قريبة منها , متوارية عنها وعندما فطنت إليها تحطم كل شيء ..

الأربعاء، 6 أبريل 2011

أخبرني


أخبرني 


أخبرني حين نبحثُ عن الحب أين يكون ؟
وحين يكون بين أيدينا بماذا يفكر؟
وعندما نراه أمامنا لماذا تصيبنا الحيرة ؟
وإذا ابتعدنا واختفينا من أمامه ماذا يقول ؟
وإذا تركنا وذهب فإلى أين ؟
وإذا سقطنا في بحره فكيف النجاة ؟
وإذا أغلقنا النوافذ في وجهه فما العاقبة ؟
وإذا استقبلناه بالترحاب فماهو المصير ؟
أخبرني لو جعلنا حول قلوبنا جدراناً من الحجارة
ولم نبقِ في ذاكرتنا سوى النسيان
وأغلقنا كافة الدروب التي تصل إلى مشاعرنا
هل يستطيع الحب أن يتسلل إلينا ؟
ويحتل خلايانا , ودمائنا ؟
ويأسر عقولنا وأحلامنا ؟
ويقيم دولته القوية على مساحات أجسادنا ؟
أخبرني هل تُجدي المقاومة معه ؟
وهل تنهار كرامتنا وحريتنا في ظل حكمه ؟
وهل هناك نصرٌ أمام سطوته؟
وأيُّ الفرسان عبر الزمن استطاعوا التغلب عليه ؟!!!


إلى صديق عزيز


إلى صــــــديق عــــزيز


أعلم أنك الآن تشعر بذلك الجبل الذي طالما يحط بأثقاله على أفكارنا ويجثم على صدورنا فيحيل عالمنا إلى مأساة , جبلٌ كثيراً ما أطبق فوق صدري وفوق صدور أحبائي , أشعر به عندما يأتي بزلزاله وعواصفه ورياحه وهديره وأتفهم مقدار شعور الآخرين به فكيف إن كانوا من الأعزاء الذين جعل القدر بيني وبينهم خيوطاً حريرية من عبير الروح تحمل أروع المشاعر وأصدق الأحاسيس وأنبلها …

صديقي :قد لاأجد كلمات سحرية تُذهب عنك هذا الجبل ولكن كما تعودتُ منك فإنّ هذا الجبل سيتحول إلى ركام وفتات بفضل عزيمتك القوية وبأسك الشديد وصبرك العظيم ,وكن على ثقة أنّ تلك المسافات البعيدة ومساحات الأرض الشاسعة التي تمتد بيننا لن تقف عائقا أمام وصول نسمات لطيفة من أرق مشاعر المودة التي ستعطيك السلام وتهبك القوة على تحطيم جبل أحزانك …

أمنيتي أن تحزم تلك النكبة حقائبها وتغادر عالمك , ويلملم ذلك الجبل الثقيل حجارة مآسيه وهمومه ويبتعد عنك , وتمحى صفحات الألم من دفتر أيامك , وتتحول حياتك إلى ربيعٍ من الفرح والجمال ..

كل عام وأنت بخير وأمان 

ورد

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar