عفواً أيها الزمان
علّقت على هذا الزمان كل ألم مرّ بي وكل حزن غرز سهمه في قلبي وكل قهر
أصابني وكل عذابٍ أوجعني وكل مصيبة طرقت بابي وكل همٍ ظلل حياتي , وكل فشل وهزيمة
وضعف وخيبة أمل اهتزت لهم روحي بقسوة ...
حتى أصبح زماني لوحة من السّواد والكآبة , أنظر إلى تلك المواقف
والذكريات التي عُلقت عليه والتي يلفها ضباب رمادي قاتم , بخوف ,أبحث في زواياها عن
نقطة ضوء وابتسامة فرح وصور ملونة زاهية فلا أجد ؟!!!
يبدو أنني رميت بتلك اللحظات الجميلة والأوقات السعيدة والمواقف
المضيئة الزاهية في مكانٍ ما وزمانٍ مختلف
واحتفظت بتلك المثيرة للشجن والأحزان وجعلتها تتكدس على ظهر هذا الزمان التعيس
والذي بدوره ناء من أحماله فأخذ يرمي بها إليّ بين حينٍ وآخر ليذكرني بأنه ليس
المسؤول الوحيد عنها وأنّ أيامه التي تدور ستقذف بها مرةً ثانية نحوي بلونٍ وشكل
مختلف !!!
فعفواً أيها الزمان والرحمة , فقد أثبت لي مراراً أنك تُكيل جامَ غضبك
على من يتهمك بكل شرور وعذابات الحياة.