ياصديقي
أعترفُ لك أني كساعة الأيام متقلبة المزاج
لاحدود لحزني كي أرسو بأمان
ولاحدود لحبي وأنا أُحلّق في الكون أكتب عن حبٍ ملكني دون سابق إنذار
أعترف أن تلكَ الفصول التي خُلقت للإنسان كي يحيا على هذه الأرض بسلام
, لا أعرف منها سوى فصل طويل من الفراق والأحزان وفصلٌ يمرّ كمرور سحابة صيفٍ
بيضاء يحمل الفرح والحب ثمّ يتلاشى ليعود بعد أعوام فجأةً بلا موعدٍ أو تاريخٍ أوقرار
أعترف أنّ كلماتي تهطل بسخاء لوطني ومشاعري ولمن يراه القلب يستحق من
الورد العطر والأمطار
تعاتبني أني أضع على عيني غطاءً يجعلني لا أرى الحياة والأشخاص إلا
كما أريد وماتشتهي النفس مستسلمةً للدموع معلقةً هزائمي على شجرة الأقدار
ياصديقي
ليتك تعلم من أنا , ومن أي نبع شربت وعلى أي أرضٍ نبت لتوقف الأحكام
ليتك رأيت سُفن الرحيل ومرافيء الغربة بليلها الطويل لتقدم الاعتذار
ليتك تدرك كم من الأعزاء فارقت وكم من الأحبة رحلوا وأنا أقف بين
الفراق والرحيل أبحثُ عن طوق نجاة في بحر الوحدة المجهول النهاية لتشعر كم هو مؤلم
الإنكسار
ياصديقي
هذه كلماتي لا سلطان عليها
ولاحاجبٍ يقف في طريقها
ولا سيافٍ يستطيع بتر عنقها
ولاقائدٍ يأمرها
هي عطر الحياة
لا زيف في إحساسها
ولاحد لمشاعرها
تهب شذاها لأرضٍ أحبتها
ولقضية وطنٍ أبكتها
ولمشاعر جميلة تطوف حولها كفراشات ربيعٍ سمعت عنها في حكايات الكتب
فهل عرفتَ طيفاً من حكاية الورد الذي أشعلَ فيك الظنون
وأثار في عقلكَ الأفكار؟!