عجز
تمرّ علينا أوقات نشعر بأنّ حروفنا أصبحت ثقيلة لدرجة أننا لانقوى على كتابة كلمة ، إنهُ العجز ، فكلُّ ماحولنا أمسى ممزوجاً بالوجع ، وأرواحنا محاطة بالمجهول المخيف ، وأفكارنا تُغتالُ كلّ يوم بسمومٍ مختلفة ، وكأننا نحيا على أرضِ السّراب حتى أصبحنا بقايا من رمادِ الأيام .
حتى لو !!
حتى لو مزقنا جميع صفحات أحزاننا وأحرقناها بنار النّسيان ، وفتحنا صفحة بيضاء في دفتر الحياة ، ستأتينا أطيافُها الرّمادية من وادي الذّكريات ، وتتناثر بين حروفنا وكلماتنا دموعاً و وجعاً !!!
حُزن
الحزن له طقوس معينة للظهور ، حيث يتحين لحظات الغفلة من الوقت ليتجلى لنا بثوبه الأسود المقيت ، أو الهدوء ليجول في ذاكرتنا باحثاً عن لحظات الألم والفراق ويضعها أمام أعيننا فيغتال قلوبنا ، وكثيراً مايقتحم أجواء الفرح متعمداً إفساده ، وتحويله إلى كومة رماد لا روح ولاحياة فيها ، تصمت فيهِ الضّحكات وتصبح بكاءً وعويلاً .
إليك
كم كتبتُ لك وعنك وإليك صفحات وصفحات وكأنّ قدرنا أن نكون أنا وأنت خواطر مكتوبة وكلمات تتناقلها همسات المسافات ، بدون لقاء أو عنوان واحد يجمعها !
فصول
تمرُّ فصول العام على طريق العُمر هناكَ من يقطف الزّهور في الرّبيع وهناكَ من يحيا أمسيات الشّتاء خلف نوافذ الحنين وهناكَ من يجني ثمار كلّ شيءٍ جميل في أيام الصَّيف ، وحدي أنا يأتيني الخريف بكأبته في مشهدٍ مؤلم حزين ، حيثُ يتساقط الأحبة من شجرة الحياة ويرحلون دون عودة وأنا تحتَ سماءٍ رمادية ، أنتظر !!!
حديث
تُحدثُني عن مدينة الحب والسّلام والأمان ، فهل لديك مُتسع من الوقت لأحدثك أنا عن مدن الأحزان والفوضى والحروب ، عن طُرقات الرّحيل الموحلة ، ونظرات العيون الدامعة والأجساد المُتعبة ، المُرهقة من عذابات الشتات ، عن الأحلام الكاذبة ، والوعود المزيفة ، عن حكايات انتظار وموت ودموع مازالت ترويها رياح الشّقاء على محطات العُمر المرير .
هروب
لا أملكُ شيئاً للهروب من واقع وألام وأحزان الحياة سوى الكتابة ، فأقدار الزّمان والأيام جعلتني ضعيفة لا أقوى على التنقل والاستمتاع بما يسمونه أطايب الحياة !!!
همسة
يقال الأرواح الصافية النقية تتلاقى وتتعانق ، يبدو أنّ روحاً من أرواحنا أنا وأنت لم تكن صادقة بشكلٍ كافٍ .
