رجل من ثلج
كلما قلّبت أوراقي التي كتبتها عنك وكتبتها لك أشعر كم كنت حمقاء ساذجة !!!
فقد أدركتً متأخرة أنني كنتُ أكتب عن رجلٍ من ثلج ذاب عندما أشرقت شمس حقيقته وبدأ يتلاشى ويختفي خلف أعمدة الوهم التي نقشتها مناقير طيور الوهم والخداع تمجيداً له ؟!
كم هي مُرّة المذاق تلك الحقيقة التي لاحت من بين أكوام الزيف وأطلال الماضي المهملة المنسية !
وكم هي قاسية مؤلمة رؤيتي لجدرانٍ كانت قوية شامخة مزدانة بأحلى قصص الفداء والتضحية تنهار وتتساقط بهذه السهولة عندما قُرعت طبول الثورة على ضباب الخوف وأعاصير الموت ورياح الخيانة ...
لم يتبقى من حماقاتي التي كتبتها في زمنٍ كانت فيه رؤيتي للأشياء غير واضحة لانعدام النقاء في كل ماحولي سوى كلمات تمنيت في وقتٍ ما أن تصل إليك لتخفف عنك هول ماكنت أحسبه خطراً يترصد بك , لكنني اليوم أتمنى لو أنها تصبح عليلة ضعيفة لتموت وتُدفن في غياهب النسيان , لقدت ولدت يوماً على صفحاتٍ بيضاء وكُتبت بمحبة وصدق , لكنني أراها اليوم باهتة زائفة تجلس بانكسار على وريقاتٍ صفراء في ضعفٍ وخجل !!!!