همس على ورق الزمن
الهمسة السادسة
ويستمر الحُلم
نبدأ حياتنا بالأمنيات والأحلام ونكبر معها وتكبر معنا , قد يتحقق منها اليسير وقد لاتتحقق في معظمها , ومع ذلك فهذا القليل الذي تحقق يأخذنا عبر عربات الفرح إلى دنيا جديدة من الأحلام والأمنيات الكبيرة والجميلة التي نحاول أن نجسدها واقعاً بكثير من الجهد والمثابرة والصبر والتصميم ...
إنّ أمنياتنا وأحلامنا الفردية تبقى واحات أمان وسكينة نلجأ إليها هرباً من واقع مؤلم وصعوبات متعددة وأزمات مفاجئة وأحزان متراكمة , هي واحات في الخيال , لكننا بين واقعنا وخيالنا هناك طرق سريعة سالكة , نستطيع بسهولة الوصول إليها بكل سرية والتمتع برؤية أمنياتنا الرائعة هناك التي تهدينا من عطرها الساحر أجمل نفحات الطيب وأبهى اللحظات لنستطيع العيش والتغلب على همومنا بعد عودتنا مرغمين إلى دنيا الواقع الصعب!!
وتستمر حياتنا بين عالم أمانينا الخيالي , وعالمنا الحقيقي ننهل من الأول قطرات المحبة الدافئة لنتأقلم مع برودة واقعنا القاسي , تباركنا السماء أحياناً فيتحول خيال الأمنيات إلى واقع ملموس , ويخوننا الحظ في أحيان ومع ذلك نستمر في الحلم , لعلنا نحظى يوماً بحياةٍ أجمل ترافقنا فيها كل حين أمنية من أمنياتنا التي تمنيناها في تلك الواحات الخيالية التي كنا نهرب إليها من قسوة صحراء حياتنا وشدة لهيب عذاباتها