السبت، 18 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة السادسة )

همس على ورق الزمن


الهمسة السادسة
 
ويستمر الحُلم


نبدأ حياتنا بالأمنيات والأحلام ونكبر معها وتكبر معنا , قد يتحقق منها اليسير وقد لاتتحقق في معظمها , ومع ذلك فهذا القليل الذي تحقق يأخذنا عبر عربات الفرح إلى دنيا جديدة من الأحلام والأمنيات الكبيرة والجميلة التي نحاول أن نجسدها واقعاً بكثير من الجهد والمثابرة والصبر والتصميم ...
إنّ أمنياتنا وأحلامنا الفردية تبقى واحات أمان وسكينة نلجأ إليها هرباً من واقع مؤلم وصعوبات متعددة وأزمات مفاجئة وأحزان متراكمة , هي واحات في الخيال , لكننا بين واقعنا وخيالنا هناك طرق سريعة سالكة , نستطيع بسهولة الوصول إليها بكل سرية والتمتع برؤية أمنياتنا الرائعة هناك التي تهدينا من عطرها الساحر أجمل نفحات الطيب وأبهى اللحظات لنستطيع العيش والتغلب على همومنا بعد عودتنا مرغمين إلى دنيا الواقع الصعب!!
وتستمر حياتنا بين عالم أمانينا الخيالي , وعالمنا الحقيقي ننهل من الأول قطرات المحبة الدافئة لنتأقلم مع برودة واقعنا القاسي , تباركنا السماء أحياناً فيتحول خيال الأمنيات إلى واقع ملموس , ويخوننا الحظ في أحيان ومع ذلك نستمر في الحلم , لعلنا نحظى يوماً بحياةٍ أجمل ترافقنا فيها كل حين أمنية من أمنياتنا التي تمنيناها في تلك الواحات الخيالية التي كنا نهرب إليها من قسوة صحراء حياتنا وشدة لهيب عذاباتها

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أنت جرحٌ

أنت جرحٌ

أنتَ جرحٌ توقف نزفه في داخلي منذ أعوام , لكنه ترك ندبات , الأولى بلون الدم الأحمر الذي انسكب فوق الثرى وعلى مساحات البحر وفوق قمم السماء ليهب أرضنا الأسيرة الحياة لتنبت من جديد المنذورين للشهادة , أما الثانية فهي بلون السهول الخضراء وأوراق أشجار الزيتون والبرتقال التي تركناها منذ ستين عاماً فوق تلك الرُّبى المقدسة هرباً من قطعان الذئاب والتي لازالت صورها تطاردنا جيلاً بعد جيل وكأنها تستصرخنا لنعود وننقذها من الذبول والموت ....

والثالثة بلون الحزن الأسود الذي ارتسم على وجوهنا , فأصبحنا به شعباً معروفاً أينما حللنا وحيثما وطئنا , أما الندبة الرابعة المؤلمة فهي ذات لونٍ أبيض بلون الحلم والأمل الذي مازلنا نركض وراءه منذ سنين ولانعرف له عنواناً سوى في زنازين الخوف وأقبية الخداع والوهم !

لقد ترك جرحك رسماً لعلم وطننا الأبي محفوراً في أعماقي لاشفاء منه ولا من وسيلة لإزالته , إنه وشمٌ من نوع خاص صاغته تلك الأحداث والقرارات والنكبات التي انهالت علينا من كل حدبٍ وصوب فجعلتك توقف بندقيتك عن الثورة , وتصمت عن الكلام والأفعال , وتقف بانتظار من اختبئوا خلف أقنعة البراءة والوطنية , وعاهدوا بأن يعيدوا الحق والوطن مهما كان المصير !!!

ستبقى الجرح الذي لن أنساه ولن أبكيه , فكل الجروح تشفى وتبرأ وتندمل إلا جرح الوطن لايمكن أن نشفى منه ولايمكن أن نغفر لمن تسبب به .

السبت، 11 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الخامسة )

همس على ورق الزمن

الهمسة الخامسة

لاجدوى


لاجدوى من التفتيش عن الحب في هذا الزمن . فالأجساد البشرية أصبحت في أيامنا هذه خالية من الإحساس والضمير والعاطفة , والدماء التي تجري فيها ملوثة بغبار الحروب وخلايا الكذب والخداع , حتى العقول التي كانت تسرع بوضع الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء والبيضاء بحكمة وعقلانية كي تكبح جماح الأخطار المحدقة بنا , باتت الآن مخدرة جامدة هامدة لاتقوى على التفكير أو الولوج إلى مخابيء الذاكرة لتنجو من الموت المتربص بها وسط عالم امتلأ بشتى أصناف الشّر والخبث .
لقد أصبح الحب مقتصراً على ماحاكته لنا كتب الحكايات من قصصٍ وأشعار من غابر الأزمان حيث كان الإنسان يحتفظ بشيءٍ ما من آدميته ونقائه وصدقه .

السبت، 4 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الرابعة )

همس على ورق الزمن
( الهمسة الرابعة )



ونحن ننظر من نوافذ الأيام على تاريخ النكسة التي حطمت كل آمال العودة وفجرّت أولى براكين الفتنة التي لم تخمد منذ ذلك الحين بل ازدادت تفجراً وعُنفاً وقسوة استحضر كلماتٍ قليلة لشاعرٍ استشف الرؤى للمستقبل وهو في حضرةِ حاضره المؤلم , إنها كلمات الباقي في ذاكرتنا وقلوبنا للأبد ( محمود درويش ) :قال لي:
هل حزيران ذكرى؟ فقلت: هي الجرح
ينزف حياً وحيا, ولو قال صاحبه: قد
نسيت الألم!
ونحن ياشاعر وطننا الذي تسري حروفه في أوردتنا فنتنفس بها الحياة نقف اليوم وكلنا ألم , ونجلس وكلنا أسف , وننام وكلنا حنين باكٍ على أحلامٍ ضاعت في متاهات المجهول ؟!

الجمعة، 3 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الثالثة )

همس على ورق الزمن

الهمسة الثالثة

اعترف أنّ الأيام هي المعلم الوحيد للإنسان , فمن أخطائنا وتجاربنا وهفواتنا نتعلم , ومن مشاهداتنا لتلك الأحداث التي تقع على مسرحها الكبير نأخذ العبر والدروس ...
أحياناً تقسو علينا لأننا لم نفهم ما تقدمه لنا على مدار ساعات الزمن فنكرهها !!
وربما تنهال علينا بعصا الهموم والأحزان , تلك العصا الشديدة الألم فنحقد عليها !!!
لكننا ومع هول مانراه فيها سواء كنا نحن المتسببين به أو أقدارنا فإنّ لمسة حانية من المحبة أو الفرح أو الأمان تنثرها علينا بين الحين والآخر تجعلنا ننسى كرهنا وحقدنا عليها , بل هناك من يشكرها على تلك الضربات التي تصلح من اعوجاج أمورنا وتحولنا إلى دنيا جديدة من الصفاء والنقاء .

الخميس، 2 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة الثانية )

همس على ورق الزمن

الهمسة الثانية

لماذا في كل حكاياتنا الإنسانية يكون هناك دائماً حريقٌ ونارٌ ورماد ؟!
هل لأنّ بعض النفوس البشرية تأبى أن ترى هناك من يحيا في سلام وأمانٍ وربيع وابتسام ؟! أم لأننا لابدّ أن نتقلّب بحياتنا كانقلاب فصول السنة , ونتغير بتغير الأيام والأعوام ؟!!!
إنّنا فعلاً نشبه الفصول بكل مافيها من تناقضات وانقلابات , منا من يبدأ حياته بصيفٍ عنيف حارق ثم يجتاز كآبة الخريف وبرودة الشتاء ليصل إلى الربيع والفرح !!!
ومنا من يبدأ بالربيع والزهو والطمأنينة ثم ينتهي بالاكتواء بنار حريق الصيف والنكبات والمصائب التي تحول الكثيرين لشدة قسوتها إلى رمادٍ تتناثر فيه الأرواح في مهب الضياع !!!
ومنا من تكون بداية حياته جامدة لاروح فيها فتأتيه أيام الربيع لتحوله إلى إنسانٍ جديد ثم يفاجئه لهيب الزمن فيحرق الكثير من آماله وأحلامه ليصل سريعاً إلى الخريف فينتهي هناك !!!!!
وهناك من يكون في خريف الحياة يعيشُ على ذكرياتٍ مخبأة في زوايا الوجدان تحركها رياح تهبُّ من صقيع شتاء الأحزان , إلا أنّ أيام الربيع الآتية من مروج الجمال تحمل له هدايا من الحب والدفء والقوة ولو جاءت متأخرة بعض الشيء, لتبعثُ في كيانه حياةً مختلفة تجعله يجتاز نيران صيف العمر بكل سلام!!!
إذن لاينجو أحدٌ منا من المرور على تلك الفصول المتقلبة للحياة وماتحتويه من سعادةٍ وشقاءٍ وهموم , وماتخبئه من مفاجآتٍ سارة وتعيسة ....
فلننظر نظرة واقعية لكل مايمرُّ بنا , ولنحافظ على الأمل في أعماقنا فلولاه لاستطاع أعداء الحياة أن يحولونا إلى طعامٍ للفناء فننتهي في جوف الموت والعدم كأننا لم نكن يوماً أرواحاً وقلوباً تستشف البقاء من نسمات هذه الحياة .

الاثنين، 30 مايو 2011

همس على ورق الزمن

همس على ورق الزمن

الهمسة الأولى

كما للزمن حلاوةً ومرارة هناك همسات على أوراقه حلوة ومُرة , تُرى لو أحصينا بعد انتهاء أوراقنا كم عدد المرات التي تذوقنا فيها شهد الحياة وعدد المرات التي تألمنا وحزنا فيها من مذاقها المُر , كم ستكون النسبة ؟!!
وهل المشيئة الإلهية لها النصيب الأكبر في تلك المعادلة ؟ أم الحظ وسوء تقديرنا للأمور , وعدم معرفتنا بطرق هذه الحياة التي تجعلنا نتعثر ونقع وننهض ونسير ونقف ونُبحر في بحار الهموم التي لاشواطيء لها سوى صخور الندم والانكسار ؟!!

الأحد، 29 مايو 2011

وطنٌ هو لنا

وطنٌ هو لنا ....

هل جرّبت يوماً أن تعيش في وطنٍ ليس لك ومدنٍ لاتنتمي إليها , وتستنشق هواءً لاتستسيغه وتنظر في وجوه لاتعرفها وتمشي في طرقاتٍ من حجارةٍ وأوحال ؟
هل ظمأت يوماً إلى الأمان فلم تجد ماءً يروي عطشك , وبحثت عن الرحمة لتسد جوع نفسك التي طال بقاؤها في أودية الظلم فاكتشفت أنك في صحراء الحياة القاسية حيث لاماء ولاطعام ولاأمانٌ أو رحمة؟
هل استيقظت صباحاً على نعيق الرحيل وبكاء الغربة , ونمت مساءً على صخور الوهم لعل السماء تهبك حُلماً جميلاً ؟
هل تقابلت مع الحب في أحيانٍ كثيرة ومدّ لك يده ليصافحك فابتعدت عن طريقة متعمداً لأنّ قلبك تراكمت فيه أحزان الفراق ودموع الانكسار في رحلة بحثك المتعسرة عن وطنك المفقود التي رأيت فيها كيف يموت الحلم في مهده , وينهزم الأمل بالوعود المخادعة , وتبكي العيون حسرةً على من ذهبوا وهم واهمون؟
إذا جرّبت كل هذا فأنا وأنت لابد أن نلتقي على طريقٍ واحد حفرته منذ أعوام قطرات دماءٍ زكية , وأرواحٌ شريفة , ونفوسٌ كبيرة آمنت أن هذا الدرب هو الوحيد الذي سيوصل من يدركه ويعثر عليه إلى بوابات وطنٍ سلبونا إياه وجعلونا نتوه في ضباب الأحلام والأوهام , كي لانراه
طريق سيجعلنا ننتصر على كل ما كابدناه من عجز وخوف وحزن وآلام , ويهبنا عزة الحياة في وطنٍ هو لنا ...... .

الجمعة، 27 مايو 2011

خبئني

خبئني

أحاول أن أستعيد ذاكرتي الجميلة من بين رماد احتراق العمر ومن زوايا الحزن المظلمة فأجد أن جميع قواي لاتستطيع أن تنقذها...
حتى مدن الحب والشوق التي بنيناها على ضفاف ذاك الشاطيء الذي التقينا عليه لم يتبقى منها سوى بقايا من حروفٍ غامضة وكلماتٍ لايُفهم معناها .....
فخبئني داخل أسوارك من الضياع لعلي أعثر على سنابل خضراء في حقولي الجافة تحيي في أوردتي الحياة !
وامنحني من فيض نبع الحنان الذي يسري بين يديك قطرة رحمة تُعيد لي ذاكرتي وعنواني وأحلامي التي فرّت هاربةً من عواصف الغربة وقسوة الحنين وألم الفراق .

الأربعاء، 18 مايو 2011

أدمنت روحك

أدمنتُ روحك

ليس من المعقول أن أتنفس الفرح والحب والحياة دون أن تكون متسللاً بخفاء إلى نسماتها , فقد أمست كلّ ابتسامة هي أنت , وكل حنينٍ غامر هو أنت , وكلّ ذكرى حبٍّ هي أنت
أنت كلَّ الأحلام والأوهام
وكلَّ الأيام والساعات والتواريخ التي تختال بكبرياء من الماضي إلى المستقبل
أنت كلّ شيء , وبقايا من شيء
دموعٌ وضحكات
ورودٌ وأشواك
لقاءٌ وضياع
دواءٌ وجُرح
لقد جمعت في قلبك وروحك كلّ المتناقضات فأصبحت ذلك المجهول الذي يسكن خفايا الروح ساكباً في أجوائها عطره الخاص الذي لامفرّ من عشقه وإدمانه!!!

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar