الأربعاء، 29 يونيو 2011

أرجوحة القمر

أرجوحة القمر


ياسيدي أهبك الورد والعطر والمطر

وديوان شعرٍ

وحباً لم تعرفه حكايات الحب

وهمسات السّحر

فقط أريدك أن تمنحني أرجوحةً فوق القمر

لأطير وأعلو فوق الأيام والأوقات

وأًحلق بدون قيد أو حذر

على أشرعة الأزمان

وألمس بأصابعي نجمات السّهر

وأغفو على وسائدَ من غيومِ المساء

وأحلم بأرضٍ عشقها القدر

فأهداها عُشباً أخضرَ

وبحاراً زرقاءَ

وسنابلَ ذهبٍ

وعقودَ ياسمين

وقاروراتٍ من عطرٍ وعبير

وزيّن معصمها بسوارٍ من دُرر

لأبحث من أرجوحتي عن وطنٍ

فيه للحروف اعتراف

وللقصائد ألوان

وللكلمات حياة ٌ وسفر

الحوار فيه لايصطدم بجدار

والحقيقة لاتسقط بين الحُطام

جميع الفصول تأتي إليه

وتُبحر في نشوى العطر

شتاؤه أمطار نصرٍ

وربيعه أزهار أملٍ

وصيفه أسرار حلمٍ

وخريفه أجراس عودة

الحب فيه يتجول دون خطر

يحمل في حقائبه الملونة نبوءاتٍ وصور

وأوراقَ ذكرى ووردٍ وخبر

وكُتباً للعشق بكل لغات البشر

أُريد أرجوحةً فوق القمر

لتغسل سحابات الفجر انكساري

وأحزاني

وتمحو من قلبي الضّجر

وتطير بي بعيداً فوق كونٍ بلا هجرٍ


ودنيا بلا قهرٍ وعالمٍ بلا خطر!!



إلا أنت

إلا أنت ...

دائماً تكون بين صمتي والكلام

بين حروف ثورتي وهدوء السلام

بوح القلب أنت

وشجن الذكريات أنت

مدينتي التي حفرت على جدرانها

أحزان يعقوب

وغربة يوسف

وندم يونس

وآلام أيوب

وطن العمر الذي أضعت على حجارة دروبه التي رسمتها في الخيال عنواني !!!

أسئلتي التي تحتار في الوصول

فتقف على جسور الانتظار

تترقب رحمة القرار !!

وتهمس لك قائلةً:

لماذا يغرزون خنجر حقدهم

في قامتك؟

ويهطلون أمطار سمومهم

على هامتك!!

هل في قواميس جهلهم

وكتب تخلفهم مفردات تستطيع أن تمحو التاريخ

وتوقف الإعصار

وتتصدى للبحار

وتبني بينك وبين الشمس جدار ؟!!

هل يملكون مصباح علاء الدين

كي يطلبوا من المارد إخفائك

وهل وصلت إلى يدهم عصا موسى

ليحولوها ثعباناً لافتراسك ؟

كل كلماتهم

وقراراتهم

ومؤامراتهم لن تجعل السماء بلا قمر!

و الأشجار بلا ثمر!!

لن يغيروا مملكة الله

ويبدلوا الأديان بالنيران

ويأتوا بأرباب الصولجان

يكفي أنهم كلما حاولوا طي صفحاتك

تكبر الأوراق

وتفيض الأحبار

وتتأهب الأقلام لمعاركها مع أيديهم التي نبت عليها عشب أصفر

بلون السُّم وشوك دامٍ بلون الكره

عنك تحدثوا

وثاروا وصالوا وجالوا لكنهم لم يقلعوك

قدموا قرابينهم للموت والهلاك لكنهم لم يصلبوك!!!

بقيت عصياً

أبياً

علياً

تعشقك الكلمات

وتتبادل صورك الحروف

ويصدح اسمك كصوت ابتهالات المآذن

وترانيم الكنائس

فأنت الصخر الذي يتحطم على يديه الموج

والعاصفة التي تبتلع الريح

أنت جبال من نار

ومن صمود

وبساتين من ورد

وأشجار من نور وبخور

أنت سؤال غامض

ورقم صعب

على يديك تتراقص علامات الاستفهام

والاستنكار

ووحدك تدرك الإجابة

وتعرف الاختيار

تحاور الزمن والأيام

وتبهر التاريخ وتضيء ذاكرة الأحلام

أنت باقٍ مهما حاولوا تمزيقك

وتشويهك

وتحطيمك

فأنت

إلا أنت ....

لن يستطيعوا محوك من ديوان الورد والريحان

ورائحة الخبز والبرتقال

لن يقدروا أن يأخذوك من سهول الأقحوان

وشطب عنفوانك من أحداق الأطفال

وسجلات الثوار والأبطال

لأنك بداية بلا نهاية

ولغز بلا إجابه!!!!

يفنى الكون

ويرحل الخوف والنسيان

وتبقى سيد الأوطان.....


الاثنين، 27 يونيو 2011

ما أصعب أن أرحل منك !

ماأصعب أن أرحل منك !



أعترف أنني أغمضتُ عيني عن كل مااستبحت لنفسك أن تفعله في الرواية التي كتبها القدر لهذا الزمان ولتلك الأمكنة المتناثرة على امتداد الأرض ....
لقد عبثت في صور شخصياتها فمحوت وأضفت ورسمت وكتبت لتروي ظمأك إلى ابتداع رواية من تأليفك تكون أنت فيها البطل الأوحد والرجل المميز والسيد العظيم ....
فتحولت الأحداث فيها إلى مشاهد مرعبة وغامضة , تلاشت من خلالها ألوان الفرح والأمل وبقيت ألوانُ قاتمة اختفى فيها كل ما هو جميل فلم أعد أرى فجراً يبتسم أو قمراً يسهر مع النجوم , ولم أعد أستمع إلى همسات الحب وكلمات العشق التي تلاشت و توقفت عن البوح بانطفاء قناديل الحقيقة فأمسى الظلام يعربد في فضائها والرياح تعصف في شوارعها مما جعل الطرق منها وإليها كثيرة التأزم والخطر !....
إنها الآن وسط صحراءٍ خالية من آثار الحياة فوق رمال مشتعلة تحرق صفحاتها المكتوبة بالروح والدم ونبضات القلوب المتعطشة إلى الحب والحرية والوطن !!
نعم أعترف أني كنت على امتداد سنوات العمر أختبيء من الزوال والفناء خلف رايتك , وأحتمي من الموت في حنايا وجودك , وأقبض على المجد بانتصاراتك وصمودك , وألجأ إلى حروف اسمك لأشعر بالدفء من صقيع الغربة ....
أما الآن فلم يعد بعد أن أصبحت رواية أرضنا التي كُتبت في محراب البطولة بعطر التضحية وشذا الفخر وعنفوان الكرامة ملطخةً بأيدي مستهترة عابثة حاقدة إلا أن أبحث عن نافذة عزة وكبرياء أتسلل منها للخروج من تلك الأحلام المحطمة والأغلال الملتفة حول روحي وقلبي والتي حولتني إلى بقايا تنتظر على مفارق طرق الوهم عربات العودة وجياد المستحيل وفرسان التاريخ من أعماق الزمان الغابر ....
إنّ تلك الطلاسم التي تصول وتجول وتغلق أبواباً وتهدم أمجاداً وتستبيح الحياة تجعلني أهيئ قاربي للسفر وشطب تواريخ ومحو ذكريات وإعلان هزيمة أحلامي وسقوط مدن أمنياتي والابتعاد عنك والرحيل منك إلى عالم أحيا فيه بسلام وراحة ضمير مع ماتبقى من أجزاء نجت من براكين غضبك وزلازل سخطك !!!

ذكريات مكان

ذكريــــات مكـــان


لاأدري لماذا نمّر بأماكن تجعلنا نقف أمامها صامتين
برهبة 
وأماكن تجعلنا نبتسم بحنان
وأخرى تصيبنا بالفزع والخوف!!!
قد تكون الذكريات عنها مختلفة ومتلونة باختلاف وتلّون
 أيام حياتنا !
أو قد نكون صادفنا فيها من المشاعر والأحاسيس ما التصق بأعماقنا واختبأ خلف زوايا النفس والروح وما إن نمرّ بتلك الأماكن حتى يطل من جديد ناثراً ماعلق من ذكريات حول هذا المكان عبر جسدنا فيسري الشعور في دمائنا التي تفيض إما فرحاً أو حزناً!!!
هكذا نحن في علاقتنا الأبدية مع الأماكن نحيا بها وتحيا معنا بكافة تفاصيلها إلى آخر العمر...
لذلك نجد أن الأماكن التي تعطرت ببراءة طفولتنا لايمكن أن تنزعها قوة من ذاكرتنا لأنها تحمل نقاء وطهارة أرواحنا ,,,
أما الأماكن التي كانت شاهدة على أولى مشاعرنا العاطفية التي اشتاقت معنا وحلمت معنا وتبادلت بأركانها أحاديث الحب وحكايات الهيام وهمسات الشوق وكلمات الغزل الشقي معنا فتلك من الأماكن التي لاتُنسى والتي وإن وأدنا فيها قصة حب جميلة أو أنهينا فيها علاقة ودٍ رائعة يبقى مرورنا بها يجلب لنا السعادة والابتسامة فليس أجمل من مكان انتشر فيه عبير الحب وتسلل إلى أعماقه ليستمر في تخليد حكاياتٍ أشرقت عليها شمس الحياة فأمدتنا بالبهجة وأضاءها نور القمر فأزال وحشة وجودنا ....
ويبقى الحنين مهما ابتعدنا يأخذنا عبر نسماته الرقيقة لتتجول أرواحنا بها وتهبنا الجمال والمحبة والمشاعر الإنسانية التي سلبتها منا طرقات الحياة ومحطاتها الحزينة المخيفة المليئة بسهام الغدر والخداع والفراق والألم والوداع بلا عودة أو رجوع!!!

لم تعد صالحاً للبقاء

لم تعد صالحاً للبقاء


عندما فتشت في الزوايا المهملة من ذاكرتي

وجدت بعضاً منك

قصاصات بالية من حكاية مكتوبة بحروف غير ظاهرة

محتها أمطار الأيام ورياح الزمن

فلم تعد صالحة للذكرى!!

وصوراً لك حولتها السنين إلى قطعِ ممزقة

بألوان صفراء باهتة

يتناثر عليها غُبار النسيان

فلم تعد صالحة للنظر إليها!!

وأطيافٌ لكلمات منك غامضة

يأتي صداها عبر موج صاخب

وهدير بعيد

فلم تعد صالحة للاستماع إليها!!

وبقايا لأشياءك التي أهملتها وغادرت

وريقات لقصيدة لم تكتمل

وحطام لقلم هشمته روحك الثائرة

وورد جفت الحياة فيه فتحول إلى جماد

أشياء لم تعد صالحة لّلمسها لأنها ماتت بسببك!!!

لقد تركتها صامتة مذهولة

ورحلت وراء سراب حلمك المقدس

عابراً مرافيء الوهم

وشواطيء الخيال

بقاربك الذي حملت فيه جميع الخطايا والذنوب

فأوصلك إلى بوابات فردوسك الموعود

لتحيا في جحيم مخيف!!

وتصبح ركام من رماد في حنايا ذاكرتي

لم يعد بعد اليوم صالحاً للبقاء فيها!!

السبت، 25 يونيو 2011

خواطر من ورد وشوك


خواطر من ورد وشوك



اختيار

لم أجرب إحساساً مؤلماً أقسى من الوقوف على محطة الاختيار لأختار بين قلبٍ يهبني الحب وقلبٍ يعدني بالدنيا وقلبي الذي لايوجد فيه متسعٌ بين ركام الأحزان لاللحب ولا لملك الدنيا!!

عتاب

قالوا بأن العتاب غسيل القلوب والأرواح , وبما أن العتاب بيننا لم يغسل شيئاً فأظنه شيء آخر اسمه المجاملة والنفاق!!

أمسية

عندما أقرأ عن الأمسيات الرائعة والجميلة والهادئة والرقيقة التي تظلل بفيء نجومها وأقمارها لقاءات المحبين أحاول أن أعود إلى أعماق ذاكرتي لعلني أجد واحداً من هذه المصطلحات مناسباً لكي أصف أمسياتنا الكاذبة والصاخبة والباكية !!

فمارأيك بأمسية لاتكون فيها؟!!


انهمار

في بعض الأحيان تنهمر عليك الرسائل دفعةً واحدة إما إعجاباً أو محاولةً للتقرب أو فضولاً والغريب أنها بلا طعم أو رائحة لذلك تبقى مكدسة بلا مبالاة في الأدراج !!

لكن الرسائل التي تبقى كلماتها في حنايا الروح وتجد لها مكاناً أثيراً في القلب تلك التي تصل إليك وأنت في قمة ألمك وحزنك وحيرتك فتخاطب روحك وتدعوها للأمل والفرح وكأن هناك تخاطر وتواصل بينك وبين مرسلها!!

حزن

تمنيت أن يكون حزني آخر الأحزان على من عبروا عالمنا إلى عالم الخلود الأبدي دون وداع فتركوا في قلبي جرحاً نازفاً بالدموع بعد أن أفقدني موتهم دماء الحياة وتهشمت روحي إلى قطعٍ من ألمٍ وخوف حاصرت أرض عمري كالأشواك فلم تعد أرضي صالحة للاقتراب!

 
خربشات الورد

إذا اقتربت من الورد فأدمى يدك فاعلم أنك كنت مجرداً من الإحساس ,أما إذا سكب في يديك قطرات ندىً وعطر فاعلم أنك إنسان!!

أبواب

هناك أبواب لابد أن تطرقها خلال حياتك فإذا طرقت باباً وفُتح لك فاعلم أنك أصبت الاختيار وإذا لم يُفتح فاعلم أنك أخطأت وإذا فُتح وأُوصد فاعلم أنك أُهنت وإذا لم تجد باباً لتطرقه فاعلم أنك إما استغنيت أو انتهيت !!

جمع وطرح !!

لو جمعت من أشعروني بحبهم أو إعجابهم أو اهتمامهم ثم طرحتهم من قلبي وعقلي وفكري سيكون الناتج لاشيء لأنّ قيمتهم عندي كانت تساوي مقدار وجودهم المزيف!!

نجاة!

عندما أغلقت أسوار قلبي , وحزمت حقائبي لمغادرة عالمك الغريب المتناقض كان قراري كقارب النجاة الذي رمته لي الأقدار كي أنقذ نفسي من بركان إرهابك وظلمك !

لاتحاول ...

مهما أبحرت وجدفت كي تصل إلى شاطيء هويتي أو ضفاف عالمي لن تستطيع اكتشاف الطريق فأنا بلا عنوان وبلاأرض وبلاوطن فأين ستجدني؟؟؟

سامحني

سامحني فقد أدميتُ عينيك بتلك الأشواك التي قرأتها قبل أن تصل إلى هذا السطر الذي أُعلمك فيه أنك لم تقرأ الورد جيداً قبل الآن وأعلنها لك أنّ اللعب بالنار قد يحرقك أحياناً أما اللعب بالورد فسيدميك دائماً لأنّه يمتلك أشواكاً لاذعة يظهرها في الوقت المناسب وللشخص الغير مناسب!

عفواً سيدي

عـفواً ســـــيدي

قد يكون حبك هو أول عاصفة استطاعت بذكاء أن تتحين الفرصة لتتسلل إلى قلبي فتعيث بأنحاء جسدي تغيرات كبيرة , أزالت ركام حزنٍ من هنا وكومة ألمٍ من هناك , مزقت أجزاءً من ستارةً قاتمة اللون علقت ذات زمن على روحي وأبت أن تفارقها فتعايشت معها مرغمة لأنني لم أشعر منذ ذلك الحين بظمأ للحياة المشرقة التي كنت أنظر إليها بفتور من نافذة الأيام .
لقد كنت تسدد وتقصف وتناور وتحاور تلك المجهولة الغامضة التي تختفي ملامحها وراء ذلك الوشاح الذي أسدله الزمان على عالمها وأوقاتها وأحلامها وعمرها , ولطالما اختفيت وراء تلك الفصول المتعاقبة كي لاتشعر بالهزيمة وكي لاأزداد اختباءً وتوارياً عن ناظريك ....
أحسنت ياسيدي باتباع خطتك الذكية , عندما حولت نفسك العاصفة القوية إلى نسمات ناعمة ,فتسللت بنجاح إلي ومالبثت أن عُدتَ إلى عواصفك العاتية من جديد !!
أحدثت تغيرات محوت شيئاً وأضفت أشياء ومع ذلك لم تستطع أبداً أن تجعلني أسيرةً لك , فهناك جدار لم تراه رغم كل قوتك ورغم ماتمكله من قدرات نافذة , جدارٌ عصي لاشكل له ولالون ومع ذلك فهو يقف بيني وبينك , كما يقف ثلج الشتاء بين نار الصيف وعطر الربيع حتى لاتحرق القسوة الجمال فتصبح الدنيا سوداء كريهة ...
عفواً سيدي فرغم برودة الحزن والآلام والوحدة التي كانت جبالاً من ثلج على أسوار حياتي , فقد أحببتها الآن لأنها استطاعت أن تحمي ماتبقى لي من أفكارٍ وذاكرة ونقاء من عواصف نارك التي رأيتها تحرق كل شيء حتى أنت !!!

 

ذاكرة الوطن

ذاكرة الوطن


لايكون للكلمة ثمن وقيمة وأهمية إلا إذا عانقت حروفها سماء و أرض وبحر وهواء الوطن , وكان حبرها من مائه الطاهر ورسمها هو امتزاج بين عراقة وأصالة ماضيه , وواقعية حاضره بمختلف مايعتريه من مدٍ وجزر , وصعودٍ وهبوط , وبين إشراقة مستقبله وآماله التي يتطلع إلى تحقيقها ..
والمسؤولية هنا كبيرة تقع على عاتق من يكتبون وخاصة فيما يتعلق بهموم ومشكلات وشجون الوطن , فالوطن أكبر من الجميع والكل هم صغار أمام عظمته , لذلك ينبغي أن يكون هناك صدق وعدم تزييف للحقائق , ويجب أن لاتكون الكلمات وقوداً للتأجيج أو أداة لتمجيد أشخاص على حساب مصالح الوطن الكبرى , فالعظماء لاينتظرون من هذا أو ذاك أن يعلو بهم أو يدافع عنهم , لأنّ أعمالهم ومايقدمونه من مواقف مشرّفة لأرضهم ووطنهم وشعبهم يكتبه التاريخ بكلماتٍ من نور الحقيقة على صفحات الزمن تلقائياً وبدون مقابل !!! ..
لقد خلّدت الأوطان على مرّالعصور الكثيرين ممن أخلصوا لها وأحبوها ورفضوا أن يتركوها بين براثن الشر والأشرار , وشهرّت بمن خدعوها وباعوها وقدموها للأعداء من أجل عرشٍ زائل , فللوطن ذاكرة لاتنسى , وغضبةً لاترحم , وقلباً لايغفر , وكرامة لاترضى أن تحيا بين جدران الهوان للأبد , فليتنا جميعاً نتقي غضبة الوطن ونرحم قلبه ونفديه بالغالي والثمين ليبقى حُراً كريماً فنسمو بذاكرته التي لاتمحو ولاتتجاهل ولاتموت ......

السبت، 18 يونيو 2011

همس على ورق الزمن ( الهمسة السادسة )

همس على ورق الزمن


الهمسة السادسة
 
ويستمر الحُلم


نبدأ حياتنا بالأمنيات والأحلام ونكبر معها وتكبر معنا , قد يتحقق منها اليسير وقد لاتتحقق في معظمها , ومع ذلك فهذا القليل الذي تحقق يأخذنا عبر عربات الفرح إلى دنيا جديدة من الأحلام والأمنيات الكبيرة والجميلة التي نحاول أن نجسدها واقعاً بكثير من الجهد والمثابرة والصبر والتصميم ...
إنّ أمنياتنا وأحلامنا الفردية تبقى واحات أمان وسكينة نلجأ إليها هرباً من واقع مؤلم وصعوبات متعددة وأزمات مفاجئة وأحزان متراكمة , هي واحات في الخيال , لكننا بين واقعنا وخيالنا هناك طرق سريعة سالكة , نستطيع بسهولة الوصول إليها بكل سرية والتمتع برؤية أمنياتنا الرائعة هناك التي تهدينا من عطرها الساحر أجمل نفحات الطيب وأبهى اللحظات لنستطيع العيش والتغلب على همومنا بعد عودتنا مرغمين إلى دنيا الواقع الصعب!!
وتستمر حياتنا بين عالم أمانينا الخيالي , وعالمنا الحقيقي ننهل من الأول قطرات المحبة الدافئة لنتأقلم مع برودة واقعنا القاسي , تباركنا السماء أحياناً فيتحول خيال الأمنيات إلى واقع ملموس , ويخوننا الحظ في أحيان ومع ذلك نستمر في الحلم , لعلنا نحظى يوماً بحياةٍ أجمل ترافقنا فيها كل حين أمنية من أمنياتنا التي تمنيناها في تلك الواحات الخيالية التي كنا نهرب إليها من قسوة صحراء حياتنا وشدة لهيب عذاباتها

الثلاثاء، 14 يونيو 2011

أنت جرحٌ

أنت جرحٌ

أنتَ جرحٌ توقف نزفه في داخلي منذ أعوام , لكنه ترك ندبات , الأولى بلون الدم الأحمر الذي انسكب فوق الثرى وعلى مساحات البحر وفوق قمم السماء ليهب أرضنا الأسيرة الحياة لتنبت من جديد المنذورين للشهادة , أما الثانية فهي بلون السهول الخضراء وأوراق أشجار الزيتون والبرتقال التي تركناها منذ ستين عاماً فوق تلك الرُّبى المقدسة هرباً من قطعان الذئاب والتي لازالت صورها تطاردنا جيلاً بعد جيل وكأنها تستصرخنا لنعود وننقذها من الذبول والموت ....

والثالثة بلون الحزن الأسود الذي ارتسم على وجوهنا , فأصبحنا به شعباً معروفاً أينما حللنا وحيثما وطئنا , أما الندبة الرابعة المؤلمة فهي ذات لونٍ أبيض بلون الحلم والأمل الذي مازلنا نركض وراءه منذ سنين ولانعرف له عنواناً سوى في زنازين الخوف وأقبية الخداع والوهم !

لقد ترك جرحك رسماً لعلم وطننا الأبي محفوراً في أعماقي لاشفاء منه ولا من وسيلة لإزالته , إنه وشمٌ من نوع خاص صاغته تلك الأحداث والقرارات والنكبات التي انهالت علينا من كل حدبٍ وصوب فجعلتك توقف بندقيتك عن الثورة , وتصمت عن الكلام والأفعال , وتقف بانتظار من اختبئوا خلف أقنعة البراءة والوطنية , وعاهدوا بأن يعيدوا الحق والوطن مهما كان المصير !!!

ستبقى الجرح الذي لن أنساه ولن أبكيه , فكل الجروح تشفى وتبرأ وتندمل إلا جرح الوطن لايمكن أن نشفى منه ولايمكن أن نغفر لمن تسبب به .

تيك توك

 حساب جديد  على التيك توك https://www.tiktok.com/@wardmuhamad?lang=ar